الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بالوحدة الشديدة مما جعلني أكره نفسي ومن حولي وأرغب بالانتحار

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة في عمر 14 سنة، أشعر بأن الجميع يكرهني، وأشعر بالوحدة، مما جعلني أكره كل الناس وخاصة نفسي.

بدأ الأمر عندما كنت في سن 6 سنوات، حيث كنت في الصف الأول، كان أولياء أمور التلاميذ الذين يدرسون معي يغارون مني، فكانوا يقارنون أبناءهم بي، حتى صاروا يكرهونني، ويتجنبونني، ويتشاجرون معي، وكانت أمي تدافع عني أمامهم، لكن في المنزل كانت تلومني وتخبرني أنني سبب المشكلة، وأن من المستحيل أن يكون الجميع مخطئا وأكون أنا المحقة، بعكس والدي الذي كان لا يدافع عني أبدا، ويرغمني على الاعتذار رغم أنني لم أفعل شيئا.

شيئا فشيئا بدأت أكره من حولي، وعندما صرت في عمر 11 سنة صرت أكره الجميع، وأكره نفسي، وأشعر بالوحدة، رغم أنني انتقلت من المدرسة الابتدائية إلى الإعدادية، ولكن لا أحد يريدني كصديقة، مع أنني أحاول، وأفعل المستحيل حتى أكون صداقة معهم.

أحب الدراسة والقراءة ومحترمة في كلامي ولباسي، لذا الجميع يراني غريبة الأمر، أكره شكلي وطريقة كلامي وشعري ووجهي وكل شيء داخلي، وأشعر أن كل الناس يكرهونني، وأنني سبب كل المشاكل في حياة الجميع.

مثلا: في السنة الماضية تفطنت أمي أن أبي خانها مع العديد من النساء على مدار سنين، لكنني أظن أنني السبب، فلو أنني لم أولد ما كان أبي ليمل من المنزل ويفعل ما فعل، ولو أنني لم أولد لعاشت أختي بشكل أفضل ماديا ومعنويا، ولو أنني لم أولد لم تكن أمي تطلب الطلاق من أبي، فأنا التي أقنعتها بذلك.

أيضا عندما كنت طفلة لم يكن أبي يجلس معي أبدا، بل يبقى في المقهى.

أرغب بالانتحار بشدة، وأرجو المساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Liza حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ابنتي العزيزة: توقفي عن وضع نفسك موضع "السبب" في حدوث الأشياء والمواقف، وما حدث في طفولتك، حدث وانتهى ويحدث مع كثيرين في العالم، فإذا بقيت تتذكرينه سيصبح أحد معيقات حل المشكلة.

بالنسبة لكراهية الآخرين لك، هنا عليك البحث عن النقاط المشتركة بينك وبينهم، بمعنى ابحثي عن طرق التوافق بينكم، وحاولي تقريب المسافات، ولا تأخذي موقف (مع أو ضد) فذلك ليس أسلوبا إيجابيا في بناء العلاقات بين الناس.

- أعيدي النظر بصفاتك الشخصية، وعندما تريدين التحقق فيما إذا كانت هذه الصفة أو تلك مناسبة أم لا، عليك تحكيم تلك الصفة لمبدأ العادات والتقاليد والأعراف السائدة في المجتمع، ولا نحكم الصفات تبعاً لموقفنا نحن منها، فإذا حدث ذلك، فنحن نسقط عليها الحكم الشخصي وهذا ليس عدلاً.

- بالنسبة للانعزالية، لا تنعزلي عن الآخرين، وإذا كانت مجموعة من الأشخاص قد رفضوا التعامل معك، فهذا لا يعني أن العالم خالياً من أشخاص يتقبلوك، لذا ابحثي عن الصحبة الحسنة الطيبة، الذين يعاملوك بأخلاق الدين، وتواصلي معهم في نشاطاتهم فهذا يجعلك أكثر انفتاحاً ويكسبك مهارات التعامل مع الآخرين.

- تفاعلي اجتماعياً مع الناس على اختلاف تفكيرهم، وليس بالضرورة أن تتبني هذا الفكر أو ذاك إذا جلست مع مجموعة "لا تشبهك"، ولكن هذا التفاعل يجعلك أكثر اطلاعاً وخبرة في معظم نواحي الحياة ويوسع من مداركك وتصبحين أكثر صلابة في مواجهة المشكلات.

- بالنسبة لطريقة كلامك، اصغ جيداً لمن يتكلم معك، ولا تقاطعيه، وتوصيل الفكرة المناسبة يجب أن يتم في الوقت المناسب وإلا ضاعت قيمة الفكرة، وأثناء إصغائك لحديث شخص ما، عليك أن تبدي اهتماماً لما يقوله، واحرصي على التواصل بصرياً معه، وقومي بتلخيص النقاط الجوهرية في ذهنك، لكي تتمكني من الرد عليه بطريقة مباشرة تُحاكي صلب الموضوع، وهذا يجنبك الدخول في دائرة التشويش أو نسيان ما قاله ذلك الشخص.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • هولندا Lolo

    وفقك الله

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً