الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أنا أعاني من مرضي نفسي أم عضوي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

يوم 4 اكتوبر 2020 تعرضت لجلطة رئوية بسبب بقائي في الفراش لمدة طويلة، بسبب عملية مسالك سابقة، وعدم وجود حركة أو رياضة، وكذلك طبيعة عملي، وأدخلت على إثر الجلطة إلى العناية، وتم حقني بمذيبات التخثر، وبعد يومين اُخرجت إلى القسم، وأخذت حقن السيولة تحت الجلد لمدة 3 أيام، والآن آخذ حبة سيولة اكزيرلتو 20 ملغم.

بعد الجلطة حصل عندي تسارع في دقات القلب، وصرف لي الدكتور كونكور 2.5 وتحسنت الدقات نوعًا ما، ولكن أشعر بألم في جهة القلب، وحرقان بين الحين والآخر، وكذلك تنميل في اليد اليسرى أحيانًا، علمًا بأنني عملت تحاليل ال cbc والغدة الدرقية والدهون الثلاثية وتخطيط القلب أكثر من مرة، وتحليل (ck) والتوبرونين والدي دايمر، والتحاليل جميعها ممتازة ولا شيء فيها.

وعملت تحاليل فيتامين (د)، وكان هناك نقص حاد (6)، وصرفت لي حقنة واحدة في الشهر لمدة 3 أشهر، وكذلك تحليل فيتامين b12 اتضح أنه منخفض (229)، وتم صرف 5 حُقن يوما بعد يوم، علمًا بأن معدلات السكر بعد الأكل في الليل 123، ولكن فحص السكر التراكمي عند حدوث الجلطة كان 6.9، والآن انخفض إلى 6.6 بعد تحسين النظام الغذائي، ووزني انخفض إلى 103، وأحاول جاهدًا إنقاصه.

سؤالي:
تنتابني المدة الأخيرة وساوس بأن الجلطة ستعود، وأن القلب لن يعود كما كان، وأن الآلام التي أشعر بها هي مؤشرات لنوبة قلبية أو سكتة دماغية، وأنني سأموت، الأمر الذي جعلني أذهب من مصحة لأخرى، ومن مستشفى لآخر.

فما تشخيصكم للحالة؟ وهل تلك الآلام نفسية أم عضوية؟

بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حميد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأعراض الأخيرة التي ذكرتها في نهاية الاستشارة هي أعراض نفسية وليست عضوية، الخوف المستمر من عودة الجلطة، والخوف من توقف القلب، والخوف من الموت، هذه كلها أعراض قلق وتوتر ومخاوف وسواسية.

المشاكل العضوية عندك الحمد لله تمَّ احتوائها وعلاجها بدقة، وأخذت العلاجات اللازمة لها، والآن ما يحدث معك هي أعراض نفسية للقلق وللتوتر.

أولاً: عليك التوقف عن الذهاب والانتقال من مستشفى إلى أخرى، لأن هذا يُدعم أعراض القلق النفسية ولا تساعد في التخلص منها، والتوقف عن الذهاب من مستشفى لآخر، فقط متابعة الطبيب حسب التعليمات التي يُعطيها لك لمتابعة العلاجات التي تأخذها، وبالذات العلاجات ضد الجلطة التي حصلت معك، هذا هو المطلوب.

ثانيًا: المتابعات الكثيرة وبالذات محاولة الكشف على القلب – وهكذا – فهذه كما ذكرتُ تدعم القلق ولا تساعد في علاجه.

ثالثًا: عليك بمحاولات الاسترخاء، ومن أهم الأشياء التي تؤدي إلى الاسترخاء هي التمارين الرياضية، وفي مثل حالتك المشي، المشي يوميًا مفيد، لمدة نصف ساعة، ولابد أن يكون يوميًا.

رابعًا: تجنب أن تكون وحدك لكيلا تُكثر التفكير في المرض والأعراض، وهكذا. دائمًا يجب أن تكون مع أشخاص.

خامسًا: إذا كان عندك هوايات فمارسها، واملأ بها وقتك، أيضًا لكيلا يكون عندك فراغ.

لا أرى أنك تحتاج إلى أدوية نفسية، فقط كما ذكرتُ لك محاولات الاسترخاء النفسي والبُعد عن التفكير، وعدم الذهاب المتكرر إلى المستشفيات وإجراء الفحوصات الغير لازمة، كلّ هذا إن شاء الله سوف يساعدك في التخلص من أعراض القلق والتوتر الذي تعاني منه.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً