الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقدمت لخطبة فتاة كنا على علاقة وانفصلنا

السؤال

السلام عليكم..

كنت على علاقة حب لمدة ٣ سنوات مع فتاة، وانفصلنا بسبب عدة أمور، وحاولت العودة إليها، وهي كانت متقلبة ما بين موافقة ورافضة، وكانت غير مستقرة إلى أن قطعت الكلام معي لمدة أسبوعين، وبعدها كلمتها واستفسرت عن سبب انقطاعها، وقالت لي إنني لا أعلم إلى أين سنصل؟

وأنا لا أراك كزوج، وانتهى الحوار بحظر بعضنا البعض على مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن إلى يومنا هذا لا أزال منتبها لها، أنها تدخل إلى حسابي في الفيسبوك، حيث أن لديها الحساب، وكلمة السر، فيظهر عندي من دخل إلى حسابي، بمعنى أنها لا تزال تراقبني.

أنا أحب الفتاة جداً، وهي كانت تحبني جداً، وكنت أنا أول حب في حياتها، وبقينا سوياً لمدة ٣ سنوات، ما بين أيام جميلة وأيام فيها مشاكل كأي علاقة.

وبناء على حبي لها قررت أن أتقدم لها بشكل رسمي بعد شهرين من آخر محادثة بيننا، على أمل أنها تهدأ ويصفى بالها، وتكلمت مع والدتها التي أبدت سعادتها بي، وأجابتني إيجاباً بعدم الممانعة، وأنها ستطرح الموضوع على البنت.

سؤالي هو: هل الفتاة فرحت عندما سمعت أن حبها الأول تقدم للزواج منها؟ هل هذا الشيء يجعلها تعيد التفكير بما قالته لي حول أنها لا تراني زوجا؟ هل لا تزال تحبني مثل ما أنا أحبها؟ لماذا تأخر الرد من والدتها أو منها حتى هذه اللحظة إذا كانت رافضة؟ فلماذا هذا التأخير؟ ولماذا لم تزل عني الحظر حتى الآن في المواقع لكي تكلمني.

أنا أحبها، وأدعو الله في صلاتي أن يجعلها من نصيبي، وبالرغم من التأخير إلا أن قلبي ونفسيتي مرتاحة، فهل هذه دلالة من الله على التيسير في الموضوع؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابننا- في الموقع، ونشكر لك الحرص والاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يُهيأ لك الحلال، وأن يُصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته السعادة والآمال.

لا شك أن العلاقة المضطربة التي فيها شدّ وجذب، وفيها انقطاع وانفصال وتواصل تجلب الانزعاج، وأكثر مَن ينزعج هو الجانب الأضعف، وهو الفتاة التي تضطرب وتخاف في مثل هذه العلاقات، وهذا ما يُفسِّر ترددها وكلامها بأنها لا تراك معها في المستقبل أو نحو ذلك، ولكن أرجو أن أنبِّه إلى ما يلي:

أولاً: أرجو أن تستمر على مسيرة التصحيح، لأن العلاقة التي لم يكن لها ضابط شرعي وقاعدة شرعية أيضًا لا يمكن أن تستقر ولا يمكن أن تجلب الطمأنينة، وقد أحسنت بتواصلك مع والدتها، وأرجو أن تتوقف حتى تنتظر الردود الرسمية، وعليك أن تطلبها من محارمها وتأتي البيوت من أبوابها، وتجتهد في إحضار أسرتك وفي إشراكهم أيضًا في هذا الاختيار.

الذي حصل من الخطأ من العلاقات التي لم يكن لها ضابط طولاً وقِصرًا واستمرارًا وانقطاعًا؛ كلُّ ذلك يحتاج منكم إلى استغفار وتوبة، حتى تبدؤوا حياتكم بداية صحيحة، لأن البدايات الخاطئة لا تُوصل إلى نتائج صحيحة.

إذا توقفتم الآن فليستمر التوقف حتى تكونوا على بينة، إمَّا أن تأتي الموافقة الكاملة الواضحة وتبني على أسس وقواعد الشرع، وإلَّا فخير لك ولها أن تبتعدوا، رغم وجود هذه العواطف في داخل النفوس، لأن المهم هو أن تترجم هذه العواطف وهذه الميول إلى علاقة شرعية مرضية عند رب المرضية سبحانه وتعالى.

والتأخير هذا له ما يُبرِّره، وأنت لديك أن تنتظر، ومن حقهم أن يُجيبوا بالإجابة الواضحة المفيدة، وأرجو أن تُبعدوا العاطفة لتحتكموا إلى الشرع ثم إلى العقل، لأن هذا موطن يُتخذ فيه القرار، ونسأل الله أن يُهيأ لكم القرار الذي فيه الطمأنينة والسعادة والحلال والاستقرار، وأشكرك لكم هذا التواصل.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً