الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد حلا لمشكلتي فأنا أشعر بالقهر والانكسار من زوجي.

السؤال

السلام عليكم.

من فضلك أريد رأي أحد المتخصصين ذي الرأي الراجح في مشكلتي مع زوجي، أبي -توفاه الله- ترك لي ورثا ومن ضمن الورث شقة جميلة في منطقة محترمة، وأفضل بكثير من شقة زواجي، فاستخرت الله واستعنت به أن ننتقل للعيش فيها، ونقوم بإيجار شقة الزوجية؛ لتجلب لنا مالا يساعد زوجي في المعيشة والصرف على تعليم أولادنا.

ومنذ أن بدأت في تجهيز الشقة والمشاكل بدأت معه، على الرغم أنه موافق تماما لفكرة الانتقال، وخاصة أنه لم يدفع في تجهيز الشقة جنيها واحدا بحجة أنه لا يقدر وليس معه المال لذلك، وأصبح أمرا أساسيا أن أصرف أنا من ورثي على الشقة.

ومع مرور الوقت وجدت نفسي أصرف على نفسي من الألف إلى الياء حتى العلاج، لا يحق لي أن أطلب منه، وبدأ يقلل في مصروف البيت شيئا فشيئا وأنا لا أتكلم؛ حتى لا أشعره بالضيق، ووجدته لا ينتمي لي ولا يشاركني حتى في المجهود في الانتقال للشقة الجديدة، حتى التعامل مع العمال أنا أقوم به والاتفاق معهم وكل شيء، وفي كل مرة أعترض وأقول له أين أنت؟! لماذا لم تشاركني، هذا دورك أنت، يصيح ويغضب ويتركني بالأيام لا يتكلم معي.

أشعر الآن بالانهيار، وأشعر أنه يقل في نظري كل يوم أكثر من الذي قبله، أنا لا أطلب منه أي طلب لي؛ لأن رده يجرحني، وأشعر بالذل إذا فعلت ذلك، وذلك نتيجة أسلوبه معي عند أول زواجنا.

أشعر الآن بانهيار بيتي وانهيار علاقتي معه، وأشعر بالإحباط عندما أتذكر كم وقفت بجانبه، وماذا فعلت له ومن أجله، وهو يعاملني هكذا، والآن نحن في بيت واحد ولكننا لا نتكلم ولا نتعامل مع بعضنا، أشعر بالقهر منه وكسر الخاطر، ولا أعرف ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Magi حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أختنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الحرص على السؤال، ونسأل الله أن يُصلح ما بينك وبين الزوج، وأن يقر أعينكم بصلاح ونجاح العيال، وأن يُصلح الأحوال، وأن يُحقق في طاعته الآمال، ورحم الله والوالد رحمة واسعة، ورحم أمواتنا وأموات المسلمين، ونحيي فيك هذه الرغبة في الخير والنفع لزوجك ولأولادك، ونسأل الله أن يُديم علينا وعليكم العفو والعافية والوفاق.

لا شك أن الذي يحدث من الزوج أمرٌ مزعج، ولكننا نؤكد أن الذي بينكم أكبر من كل الماديات، وقد وردت الإشارة أن الزوج لا يستطيع أن يُقدِّمُ شيئًا لأنه لا يملك، ليس معه مال، وإذا كان ليس معه مال فأرجو أن تعلمي أن هذا قد يكون سببًا لهذا التوتر الحاصل، ولكن هذا لا يعفيه من حسن المعاملة، ونتمنَّى أن تتجنبي أسباب الشجار وأسباب التشاحن الذي يحدث، ومن المهم تكليف الزوج بمهام أخرى فيما يتعلق بالعيال، ويقوم ببعض الأشياء الأخرى، ولا تُشعريه بالفضل والمنِّ عليه، فإن الإنسان لا يملك في هذه الحياة أغلى من عياله ومن أسرته.

أنت فعلت عملاً عظيمًا جدًّا، نتمنَّى أن تكون فيه الفائدة وفيه المصلحة، وأرجو ألَّا تندمي على أي معروف قمت به، واعلمي أن الله تبارك وتعالى سيعوضك خيرًا.

كلنا حقيقة أن نعرف هل هذا الأسلوب في التعامل – كما ورد في الإشارة – كان من قبل؟ وأظنُّ أنه لا جديد يحدث في هذا، ولعل الزوج أيضًا الآن هو ربما يُحرج من هذا، أن تكون الأمور كلها عندك وأنت تقومين بهذه الخدمات دون أن يستطيع أن يُشارك بشيء، ولكن عليك أن تُشعريه أن هذا عمل لمصلحة الأسرة، وأنك سعيدة بما عنده من إيجابيات، ونتمنَّى أيضًا أن تعرضي صورته كاملة. تذكري ما فيه من إيجابيات ثم ضعي النقائص والسلبيات التي تتراءى أمامك، واعلمي أننا لا نجد إنسان يخلو من العيوب من الرجال ومن النساء.

المهم نحن على ثقة أن ما عندك من الحكمة والحنكة والخير والرغبة في نفع الأسرة وهذا التفكير الرائع، هذا يدلُّ على أن عندك من العقل والوعي ما يؤهل الأسرة مرة أخرى إلى عودة الاستقرار.

ونتمنَّى أن تتجنبي ما يُضايق هذا الزوج، وافعلي ما تستطيعي، واتركي بقية المهام يقوم بها حسب استطاعته، ونسأل الله تبارك وتعالى لنا ولكم التوفيق والسداد، ونشرف بتواصلك ومزيد من التوضيح ومزيد من التشاور.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات