الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من اختلال الأنية والخوف والقلق، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لدي استشارات عديدة لديكم، وكنت أعاني من اختلال الأنية بنسبة فقط 10 بالمائة، وخوف وقلق شديد وزيادة سرعة ضربات القلب، وغيها من الأعراض.

كنت أتناول افيكسور بدرجة 225 وكانت أموري مستقرة بالنسبة للاختلال فقط 10 بالمائة طلب مني الطبيب أن أوقف الدواء بحجة أخذ إبرة اسمها انفيجا، لكني أخذتها منذ 6 شهور ولم أتحسن، وبعدها قطع لي الافيكسور بالتدريج إلى أن وصلنا 75 وما زال الخوف والقلق مستمرين، وأؤكد أن اختلال الأنية كان فقط 10 بالمائة يأتيني في الأماكن المغلقة.

بعدها اقترحت على الطبيب أن آخذ دواء سيبراليكس لمدة 6 شهور، ما حدث معي أني كل يوم أتناول السيبراليكس وانفصل شيئاً فشيئاً، والآن وضعي مفصول عن الواقع بشكل تام، ذهبت لطبيب آخر، وكتب لي دافليكس (بريستيك) 50 وسيركويل 600، ولي الآن ما يقارب ال10 أيام بدون أي تحسن.

حالتي أني أستغرب من كل شيء، وكأني في حلم، ماذا أفعل كي أعود للواقع مرة أخرى.

أفيدوني، جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ akms حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك على التواصل مع الشبكة الإسلامية، ولديك استشارة سابقة أجاب عليها الأخ الدكتور عبد العزيز أحمد عمر، فأرجو أن تكون قد أخذت بما ذكره لك من نصائح من تلك الاستشارة ومن الاستشارات السابقة.

أخي الفاضل: بالنسبة للعلاجات الدوائية، طبعًا ترتكز على التشخيص، وعقار (إنفيجا) وعقار (سوركويل) تُعطى لبعض الاضطرابات النفسية الأساسية، والسوركويل دواء ممتاز جدًّا، تناوله ليلاً، وطبعًا لا داعي لتناول الإنفيجا، لأن السوركويل يقوم بنفس ما يقوم به الإنفيجا، وعقار (برستيك) عقار جيد جدًّا لعلاج القلق والمخاوف ومُحسِّنٌ للمزاج.

إذًا من الناحية الدوائية أنت مُغطى تغطية كاملة، الذي بقي هو العلاجات السلوكية التأهيلية، وأول هذه العلاجات هو: أن تتجنب النوم النهاري، وأن تنام نومًا ليليًّا مبكِّرًا، لأن ذلك سوف يُساعدك على تجديد طاقتك الذهنية والجسدية، ويجعلك تشعر بذاتك. تصور أن إنسانا ينام ليلاً في وقتٍ مبكِّرًا، ويستيقظ مبكِّرًا مع أو قُبيل الفجر، ويؤدي صلاة الفجر، ويُردد أذكار الصباح، ويقوم بالاستحمام، ويتناول كوبًا من الشاي أو القهوة، ويمارس بعض تمارين الرياضية في البيت، ما أجملها من بدايات، وما أجملها من استفادة من البكور، والبكور فيه خيرٌ كثير، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (اللهم بارك لأمتي في بكورها).

الإنسان إذا انطلق بهذه الكيفية أنا أعتقد أنه يستطيع أن يعيش يومه بل يعيش حياته - على هذه الطريقة – عيشة طيبة، يستطيع أن يكون مُنجزًا.

من أكثر الأشياء التي تحبط الناس ليست الأعراض النفسية فقط، إنما عدم الفعالية، ألَّا يكون الإنسان مفيدًا لا لنفسه ولا لغيره.

أخي الكريم: أنا أريدك أن تتوجّه هذه التوجُّهات الإيجابية، أن تنطلق بفكرك وبأفعالك وبمشاعرك، تكون رجلاً صاحب يد عُليا، تقوم بالزيارات الاجتماعية، بالواجبات الاجتماعية، تُصلّي مع الجماعة، تُمارس رياضة، تحسن إدارة وقتك، وتبحث عن عمل، العمل مهمٌّ جدًّا كقيمة نفسية كبيرة وقيمة سلوكية وقيمة اجتماعية، هذا –أخي الكريم– هو الذي يُعتبر الآن المحك العلاجي النفسي التأهيلي الرئيسي، وليس الأدوية فقط، لا، الأدوية تُساهم بنسبة 25 إلى 30%، لكن نسبة الـ 70 إلى 75% تقوم على الأسس السلوكية التي ذكرتُها لك.

أنت -بفضل الله تعالى- في بدايات سِنِّ الشباب، الله تعالى حباك بطاقاتٍ عظيمة لابد أن تستفيد منها، أرجو ذلك.

هذه نصائحي لك، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً