الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تضايقني فكرة إلزام المرأة بالستر بينما الرجل حر طليق!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من فكرة في رأسي تضايقني ولا أريد التفكير بها، ولكنها ملازمة لي، وأريد توضيحا لها:

أشعر -والعياذ بالله- أن الله يقيد المرأة من أجل راحة الرجل، فهي يجب عليها أن تلتزم بالستر لكي لا تثير شهواته، ويجب عليها طاعته، وأن لا تفعل شيئا إلا بإذنه، بينما الرجل حر طليق يفعل ما يشاء، لا يتقيد بشيء.

كما أن الرجل يلتزم بدينه دائما، بينما المرأة تأتيها حالات حيض تمنعها من القيام بالفرائض، والرجل إذا وضع عطرا أو تجمل لا يأخذ ذنبا، بينما المرأة لا يجب أن تضع عطرا أو زينة؛ لكي لا تثير الرجل، مع أنني أحيانا عندما أرى رجلا جميلا متزينا ورائحته عطرة أفتن به، فلماذا لم يمنعهم الله من العطر والزينة مثل النساء؟

كما أن الله ذكر في القرآن أن الرجال أفضل من النساء، أصبحت أكره أنني أنثى وأحقد على جنس الرجال، وأتمنى أن أكون رجلا؛ لأن الله فضلهم على النساء، وفي نفس الوقت أحب أنوثتي.

لا أريد هذا التفكير فى رأسي، أنا ملتزمة -والحمد لله-، وأعلم أن تفكيري خاطىء، وأن الله هو العادل ولا يظلم أحدا، كيف أتخلص هذا التفكير؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ أبرار حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك مجددا -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب.

هذه الأفكار -أيتها الكريمة- علاجها أن تعلمي أن الله تعالى حكيم في أفعاله، وأنه سبحانه وتعالى العليم بما يُصلح خلقه، فقد شرع سبحانه وتعالى من الأحكام ما تتحقق به المصلحة للذكر والأنثى، ومعلوم لديك أن المرأة هي المطلوبة والرجل هو الطالب، وأن المرأة هي الجانب الأضعف، والرجل هو الجانب الأقوى، وإذا كان الأمر هكذا فكون الشريعة تنهى المرأة عن التزيُّن والتجمُّل والتعرُّض للرجل موافق للحكمة ووضع الشيء في موضعه، فقد نهت الشريعة هذه المرأة عن التجمُّل حتى لا تكون محلًّا للاعتداء، لأنها هي المطلوبة وهي الأضعف، فإذا سُترت ومُنعت من التجمُّل سَلمت من هذه الآفات.

أمَّا الرجل فليس هو المطلوب، يعني: ليست المرأة هي التي تقصد الرجل وتطلبُه، وقد تعتدي عليه، فناسبت الشريعة الواقع والحال، كما أن الرجل بحاجة إلى التقلُّب والخروج والتنقُّل؛ لأنه المكلَّف بكسب الرزق، فلم تضع الشريعة له من القيود ما وضعته للأنثى، لأن الأنثى غالبًا ما تكون في بيتها، والرجل مُكلَّفٌ بالإنفاق عليها وتوفير حاجاتها ورعايتها وهي آمنة في بيتها.

فإذا تأمَّلت هذا النوع من التأمُّل رأيت حكمة الله تعالى جليّةً واضحةً فيما شرعه من الأحكام، والشريعة جاءت لكل جنس بما يُناسبه من الأحكام، وبما يتوافق مع قُدراته، وليس فيه حيف على المرأة ولا تحيُّز للرجل، فالرجل كُلِّف بتكاليف كثيرة شاقة لم تُكلَّف بها المرأة، لأن تلك التكاليف لا تناسب قُواها وقدرتها.

وقد ساوى الله تعالى بين الرجل وبين المرأة في الثواب الأخروي، وفيما يناسبهما من التكاليف الشرعية، وقال سبحانه وتعالى: {لا أضيع عمل عاملٍ منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض}.

وأمَّا التفضيل فهو تفضيل للجنس على الجنس وليس لكل فردٍ من أفراد الرجال على كل فردٍ من أفراد الإناث، فربما تكونُ امرأة خيرا من مليون رجلٍ.

فلا تشغلي نفسك إذًا بهذا النوع من الأفكار، وانصرفي إلى ما ينفعك من أمر دينك وأمر دنياك.

نسأل الله تعالى أن يتولى عونك وتوفيقك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً