الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المبادئ مهمة في حياتي فهل من الممكن أن تتبدل أو تتغير؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

من أنا؟ أشعر في بعض الأحيان بأنني أنسى من أنا، أحياناً أشعر بنوبة فقدان الهوية هذا يحدث عندما أكون محبطة جداً على مدار10 دقائق ربما تقريباً أغوص في غربة مخيفة.

في الآونة الأخيرة لم أعد أشعر بالفضول أبداً لكل ما كان يلهمني، كنت أحب أن أبحث عن بعض الأمور التي أشعر بالفضول حولها، أشعر بأن الكثير من الأمور التي كانت تلهمني قد اكتشفت محتواها وسرها،
ودرجاتي الدراسية أصبحت متدنية حقاً، كنت في السابق أثق بأنني أستطيع أن أنجح بأفضل النتائج، وكانت لدي قابلية كبيرة للدراسة، ولم أكن أقبل بالقليل، إلا أنني الآن بالعكس تماماً.

المبادئ أمرا مهما وأساسيا في حياتي، أمر أحتاجه كثيراً وأعتبره جزء مني، ولكن الآن أشعر بأن نفسي الداخلية لا تأبه بمبادئي، وأن وساوسي أصبحت تؤرقني، ولا مبالاتي أصبحت تؤذيني بأنني لا أشعر بالدافع السابق الذي كنت أشعر به حينما كنت أدافع عن مبادئي بشراسة.

بالنسبة لي: مبادئي هي بوابتي إلى السمو والإطمئنان، الآن الأمر أشبه بأن أعدائي أدخلوا وساوسهم في نفسي ودماغي فأصبحتُ خاوية أشعر بانعدام الحق والرحمة، والإصرار والاستنكار والتصدي بأنني لست أنا، أنا النسخة المقلدة من الشر، ولست أنا ومن أريد أن أكون.

أنا منطوية؛ لأنني أمر باكتئاب، ولأنني كذلك لا أحبذ التحدث مع الآخرين؛ حيث أشعر بأنه في هذا الزمن الجميع يفكرون بشكل سيء، فعندما كنت في الإعدادية كانوا جميع بنات صفي يتحدثون عن أمور سيئة تقريباً، وأردت أن أعرف هل الأنماط تتغير؟

وشكراً جزيلاً لجهودكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ White حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ابنتي العزيزة: تُعرَّف الشخصيّة بأنّها عدّة صفاتٍ نفسيّة وجسديّة مكتسبة وموروثة، وتشمل أيضاً العادات والتقاليد المرتبطة بالإنسان، ومجموعة القيم والعواطف التي تتحكّمُ بتصرفاته؛ حيث تكون جميعها متفاعلة وتظهر للنّاس على هذه الصورة من خلال تعامل الشخص في المجالات الحياتيّة المختلفة، وإذا حصل خلّل في أحد مكوّنات الشخصيّة أو بعضها يظهر على الشخص ما يُعرف باضطراب الشخصيّة، وذلك يؤدّي ظهور إلى أنماطٍ بشريّة عديدة بعضها قد يصعب فهمها أو تفسير تصرفاتها.

وللشخصية عدة أنماط، حيث يصنفها البعض إلى إيجابية وهي: (الشغوفة، والحنونة، والعقلانية) والسلبية وهي: (العصبية، والتجنبية، والاتكالية، والوسواسية، والشكاكة)، وقد يجمع الشخص بين أكثر من نمط في شخصيته، وبذلك تصبح الشخصية أقل تكيفاً كلما اجتمع فيها نمط سلبي أو أكثر من أنماط الشخصية، وفي مرحلة المراهقة التي تمرين بها يحدث تقلبات في الشخصية وتبقى كذلك حتى تثبت على نمط أو أكثر من أنماط الشخصية، وهذا الثبات يتوقف على عدة عوامل هي:
- درجة ذكاء الشخص.
- والبيئة الأسرية والمجتمعية التي يعيش فيها.
- والمزاج.
- والخُلق وهو أهم عوامل تشكّل الشخصيّة، والذي يعطيها صفات الخير والشّر، والصدق، والتعاون، والكذب، والصداقة، والمثابرة، والخداع.
- الجسم: إنّ صحةَ الجسم وقوّته تكون مصدراً للثقة أو للضّعف والتراجع، كما أنّ سلامة العقل كقوّة التذكّر والتفكير تبني جُزءاً من شخصيّة الشخص.

بالنسبة لما تشعرين به الآن ويؤثر فيك، ننصحك بما يلي:
- نظمي وقتك، ولا تدعي للفراغ مجالاً في حياتك.
- ابتعدي عن الحساسية المفرطة في النظرة للأمور، أو في تحليل كلام الآخرين، لأنك سوف تعاني من تعب نفسي أنت في غنى عنه.
- الدافعية والحماس لمبدأ أو لمجموعة مبادئ أمر إيجابي، ولكن علينا وفي مرحلة ما أن نقف ونعيد تقييم أنفسنا ثانية، لكي لا نصبح مختلفين عن المحيطين بنا وبالتالي ينتهي بنا الأمر للنبذ، ومعاناة من شخصية انعزالية أو انسحابية لا تستطيع التكيف مع متطلبات الحياة الاجتماعية التي نعيش فيها.
- إذا كنت تشعرين أنك "لا تشبهين نفسك" فهذا يحتمل أمرين: الأول، أن شخصيتك تنضج وتبحث عن استقرار على أنماط معينة، الثاني، أن البيئة التي تعيشين فيها وعلى الأغلب "صديقاتك" قد أثر بعضهم فيك لدرجة إحساسك بأنك تغيرتِ بشكل جذريّ، وهذا ليس دائما أمراً سلبياً، فالتغير يفتح أمامنا آفاقً متعددة لنختار منها ما يشبهنا ونتخلى عما يخالف توجهاتنا، فنصبح نتجه لقراءات معينة، ونستمع لأحد الدعاة دون غيره، ونعبر عن أفكارنا الدينية أو الاجتماعية بشكل أكثر ثقة لأنها نابعة من اتجاهنا الفكري وعقيدتنا.
- حددي المشكلات التي تعتقدين أنها تسبب لك الاكتئاب واعملي على تصنيفها حسب درجة أهميتها، وابدئي بالتعامل معها بشكل منفرد وليس كمجموعة مشاكل.
- حددي الأفكار السلبية التي تسيطر على تفكيرك والبدء باستبدالها بأخرى إيجابية وذلك يكون بالنظر إلى الجوانب الإيجابية في جميع أشكال التفاعل والتواصل اليومي مع الآخرين.

- المشكلة النفسية تنشأ من طريقة تفسيرنا للمشكلة وأبعادها وليس من المشكلة نفسها، لذا عليك عدم إعطاء الموضوعات أكثر من وزنها الفعلي وهذا يتطلب منك التفكير ملياً قبل الحكم على الأشياء أو اتخاذ قرار، أو عند الحديث مع الآخرين.
- واجهي الأفكار الوسواسية، فعندما تخطر على بالك أفكار من هذا النوع، على الفور تخلصي منها من خلال: التفكير بأمر مختلف عن الفكرة الوسواسية أو ممارسة نشاط يتناقض مع الأفكار الوسواسية، غيري مكانك، تحدثي إلى شخص، مارسي هواياتك المفضلة.
- ابحثي عن جميع المحفزات (المثيرات) التي تستجر لك مثل هذه الأفكار، مثلا، هل تأتيك الأفكار وأنت لوحدك، في الليل، قبل النوم، أم في أي وقت، وبعد حصر هذه المثيرات اعملي على تجنبها.
- ابقي مع الجماعة دائما، أهلك، أصحابك، واختاري صديقات ذوات سمعة حسنة، واحرصي ألا تكوني منعزلة عن الآخرين.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً