الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بأنني أعبد الله من أجل تحقيق فوائدي الشخصية، فما علاج ذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عندي مشكلة في التفكير أتمنى أن يكون لديكم الحل (من بعد الله جلّ جلاله) وهي كالآتي: أنا أصلي وعند الانتهاء من الصلاة أشعر كأنني أتحدث بعقلي مثلا (هأنذا صليت كي يوفقني الله)، أو مثلاً أرى فيديوهات للأغاني وأريد أن أشغلها ولكنني أمتنع عنها؛ لأنني أعلم إن هذا الفعل محرم ويغضب الله، ولكن في ذات الوقت واللحظة أقول: أنا لم أقم بتشغيل الفيديو لكي يعطيني الله ما أتمنى.

هذا الموضوع يضايقني كثيرا ويشعرني أنني أعبد الله وأتجنب المعاصي لكي أحصل على مصلحتي الشخصية (يعني أستغفر الله كأنني أمن على ربي بعبادتي)، ولقضاء متطلباتي وأمنياتي من الله، ولكن أنا عكس ذلك، أحافظ على العبادات وأمتنع عن المعاصي بسبب حبي وخشوعي وخوفي من الله وليس لغرض آخر.

وفقكم الله لكل خير أفيدوني بحل قطعي لهذه المشكلة، وادعوا لي بالهداية والتوفيق.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ diana حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أختي الكريمة- في موقع الاستشارات إسلام ويب، وأسأل الله أن يرزقك العلم النافع والعمل الصالح، والجواب على ما ذكرت:
عبادة الله لابد أن تكون خالصة لوجه الله تعالى، فهذا شرط في قبول العمل، فتقصد المسلمة بأن الله يثيبها على الطاعة، وأن يغفر لها وأن يدخلها الجنة، وأنت لا شك تقصدين بعملك وجه الله وطلب مرضاته.

ومن جانب آخر، فإن المسلمة إذا قصدت أيضا بعمل الطاعات بأن يوفقها الله في دينها أو دنياها أو يصرف عنها ما حرم الله، هذا أمر لا بأس فيه ولا حرج شرعا، ولا داعي للقلق، وهذا لا يؤثر في قبول الطاعات وأنها لوجه الله، فإن كثيرا من النصوص وردت في الترغيب في الطاعات من أجل رضى الله، وكذلك لتحقيق بعض مصالح الإنسان في الدنيا، قال تعالى "وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا *وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا" [ سورة الطلاق]، فذكر في الآية تفريج الهم وتوسيع الرزق، ونحو ذلك، وهي أمور تفيد العبد في الدنيا ولا حرج في هذا، وهذا ليس من المن على الله تعالى.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً