الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحب فتاة وأريد أن أتزوجها لكنها لا تبادلني نفس الشعور.. ماذا أفعل؟

السؤال

أنا شاب عمري ٢١ سنة، أحب فتاة، وأريد أن أتزوجها، وللأسف هي لا تبادلني نفس الشعور، لكن عندما أصلي استخارة أو أدعو الله أن يقربها لي إن كانت خيرا، ويبعدها عني إن كانت شرا، تحصل لي مشاكل معها، ونضطر أن نبتعد عن بعضنا وبعد فترة نقترب مرة أخرى، أنا لا أستطيع أن أعيش من غيرها، وأنا لا أعرف هل الموضوع خير لي، أم لا؟ ولا أعلم ماذا أفعل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابننا- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والتواصل والسؤال، وإنما شفاء العيِّ السؤال، ونسأل الله أن يُعينك على التقيُّد بالإجابة التي تصل إليك، وأن يُصلح الأحوال، وأن يُحقق لنا ولكم في طاعته السعادة والآمال.

أمَّا الذي ينبغي أن تعمله، والذي ينبغي أن يفعله كل شاب يجد في نفسه ميلاً إلى فتاة، أن يطرق باب أهلها، ويتقدّم لها رسميًّا، ثم يأتِي بأهله، فإن حصل الوفاق والاتفاق والقبول والارتياح؛ بعد ذلك تأتي مسألة الخطبة.

ولذلك هذا الذي حصل من بدايته إلى نهايته ينبغي أن يتوقف فورًا، وينبغي التوبة والاستغفار منه، وبعد ذلك تبحث عن أهلها، تطلب من الوالدة، تطلب من الوالد – أو من العم – أن يُكلِّموهم، أن يتواصلوا معهم، أن يعرضوا عليهم فكرة الارتباط بفتاتهم، فإن حصل الوفاق والاتفاق والقبول؛ بعد ذلك نمضي إلى الخطوة التي بعدها كما أشرنا.

ولكن الذي ينبغي أن تفعله وبسرعة هو أن تُوقف هذه العلاقة تمامًا، وحصول التوبة والاستغفار منها، ونحذِّرك من التواصل مع الفتاة المذكورة أو مع غيرها؛ لأن هذه العلاقات التي ليس لها غطاء شرعي خطيرة على دين الإنسان، وخطيرة على مستقبله العلمي، وخطيرة على مستقبله الأسري، ومستقبله العاطفي، ومستقبله الأخلاقي، كلُّ ذلك من الخطورة بمكان.

ولذلك الإنسان عليه أن يأتي البيوت من أبوابها، وأيُّ فتاة أيضًا إذا شعرت بميل شابٍ إليها ينبغي أن تطلب منه أن يتواصل مع أهلها، والتواصل مع الأهل يُريحك؛ لأنك تعرف إن كانوا راضين أم لا، وإن كانتْ موافقة أو لا، ثم بإشراك أهلك أيضًا تطمئنَّ هي ويطمئنَّ أهلُها، بمعرفتهم بأهلك، ويطمئنوا أن هذه العلاقة يمكن أن تكتمل.

أمَّا ما يحصل من الشباب من علاقات في الخفاء فهو أمرٌ محرَّمٌ شرعًا ودخيل على ديننا، وهو أمرٌ مُضرٌّ في كل الأحوال، حتى لو حصل زواج بعد ذلك فإن الشيطان الذي جمعهم على المخالفات الشرعية وعلى التلاقي دون رباط شرعي هو الشيطان الذي يأتي ليغرس بينهم الشكوك والعداوة؛ حتى تتحوّل الحياة إلى جحيم، وقد تنتهي إلى الطلاق والفراق والعياذ بالله.

فلذلك أرجو أن تنتبه في رعاية الضوابط الشرعية، ولا تفعل مع بنات الناس ما لا ترضاه مع أختك أو عمّتك أو خالتك، بل إذا أردتَّها فعلاً عليك أن تطرق باب أهلها، ثم صلاة الاستخارة وهذه الأمور تأتي ولا مانع منها، وهي مطلب شرعي، لكن لا يعني أن يتواصل الإنسان وحده ثم يبدأ يُكرر المحاولات ثم يقترب ثم يبتعد، هذا الأمر غير صحيح جُملة وتفصيلاً.

البداية الصحيحة –كما قلنا– أن تطرق باب أهلها، وأن تُخبر أهلك، ثم تمضي بعد ذلك لإكمال المشوار إذا حصل التوافق.

نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً