الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تخلصت من الاكتئاب ثم عاد لي بشدة، ما الحل برأيكم؟

السؤال

السلام عليكم

منذ ثلاث سنوات تخلصت من اكتئاب شديد دام معي ثلاث سنوات، كنت لا أستطيع أن أحرك قدمي، وجميع من حولي لا يعرفون ما بي، ولم أكن أعرف السبب.

الآن عندي آثار شديدة من هذا الموضوع، عدم الرغبة في ممارسة الحياة الطبيعية، توقع الأسوأ، فقدت الشعور بالكلية بمن حولي، يعني -للأسف- قد أرى أحدهم مريضا ولا أبالي، ولا أساعد أحد.

أهرب من المسؤوليات، جربت وقرأت استشارات كثيرة هنا وهناك، ألتزم قليلا وكثيرا بالرياضة، ومحاولة الانغماس في الحياة ثم أعود مرة أخرى، عندما أخرج من غرفتي أو من البيت أشعر أنني في حالة ذهول تام في عملي، وعند أقربائي ووالدتي المنفصلة عن والدي، حتى لو كانت نزهة، لا أتحدث مع أحد، أشعر أنني كل يوم أفقد إنسانيتي بالتدريج، ولا أصلح للحياة.

كأنني أعاقب نفسي ومن حولي بسبب الاكتئاب الذي أصابني فجأة، ولم يشعر بي أحد.

لا أعرف ما بي؟ ودائما أدعو الله أن يقيني شر نفسي، وأن يلهمني رشدي، فهل من مساعدة؟

بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أيوب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ذكرت بأنك تخلصت من الاكتئاب الشديد، ولكن لم تذكر كيف تخلصت منه؟ هل بمساعدة طبية، هل باستعمال أدوية، أم تخلصت منه بنفسك؟ لأنه من الواضح من استشارتك أنك ما زلت تعاني من أعراض الاكتئاب، عدم العودة لممارسة الحياة الطبيعية وحمل الهمّ الشديد هي أعراض اكتئاب، والشعور بالعزلة أيضًا هي أعراض اكتئاب نفسي، والإحساس بأن الناس لم يُساعدوك: طبعًا هذا إحساسك أنت، وأنت صادق فيه، ولكن دائمًا الناس لا يتفهمون الاكتئاب بصورة عامة، وكثير -حتى أقرب الناس إليك- عندما تكون مكتئبًا ومنعزلاً لا يتفهمون لماذا يحصل ذلك، ويظنون أنك تستطيع تغيير هذه الأشياء بدون مساعدة.

على أي حال: تحتاج إلى مساعدة طبية في المقام الأول، الآن يجب عليك زيارة طبيب نفسي لكي يقوم بتقييم الوضع تقييمًا شاملاً، وفحص الحالة العقلية عندك، وقد تحتاج إلى مضادات للاكتئاب من فصيلة (SSRIS) وبالذات التي تُنشّط، مثل (فلوكستين) عشرين مليجرامًا مثلاً.

وتحتاج أيضًا إلى علاج نفسي، تحتاج إلى جلسات نفسية، وكل هذا سيقوم به الطبيب النفسي، سوف يُرتّب الخطة العلاجية من دواء ومن جلسات نفسية، حسب التقييم الذي يصل إليه بعد أن يقوم بأخذ تاريخ مرضي مفصّل -كما ذكرت- وفحص الحالة العقلية ومعرفة ظروفك الحياتية والأسرية.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً