الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من اكتئاب ومنعزل عن الناس.

السؤال

أحس باكتئاب شديد، مع قلق وتوتر ووساوس كثيرة، فتأتيني وأحس أنني منعزل، وكأني في سجن انفرادي.

وبطبيعتي لا أخرج كثيرًا إلى الشارع للتنزه، وليس عندي أصدقاء إلا واحد فقط، وهو الصديق المقرب الذي أقضي الوقت معه، وليس لديّ غيره من الأصدقاء الذين هم من نفس شاكلتي.

فما هو الحل مع هذه الحالة النفسية التي تلاحقني من الاكتئاب والتوتر والقلق والوساوس؟ وكيف يمكنني اختيار أصدقاء مناسبين لي، لأنني أحس كأني غريب بين هذا العالم لأني لا أملك إلا صديقاً واحدًا فقط.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الابن العزيز: ما زلت صغير السن، وشخصيتُك ما زالت في طور التشكيل، وعليك بتقبُّل بعض الأشياء، هناك أشياء لا نستطيع تغييرها، وهناك أشياء يمكن تغييرها.

أولاً في مسألة الأصدقاء: الإنسان لا يحتاج لأصدقاء كثر، فقط يحتاج إلى معارف كثيرة ولا يحتاج لأصدقاء كثيرين، وقد يكون صديقًا واحدًا يكفي، يجب أن تكون لك علاقة بالناس ومعرفة، ولكن في النهاية صديق واحد قد يكفي.

موضوع القلق والاكتئاب: لا أدري هل هناك ظروف مُعيّنة تمرُّ بها في الأسرة أو في الدراسة هي سبب هذا القلق والاكتئاب؟ أم ليس هناك ظروف مُعيَّنة، فقط تعاني من الاكتئاب والتوتر، وتحس بأنك غريب عن العالَم؟

الشيء الآخر: هل عندك هوايات؟ وبالذات هوايات رياضية مثل كرة القدم، أو أي هواية أخرى؟ لأن الرياضة غير أنها مفيدة للجسم فهي أيضًا تؤدي إلى بناء علاقات وصداقات وتُساعد في هذا الشأن.

أيضًا المدرسة، الإنسان عادة يُنشئ صداقاته في المدرسة، وفي هذا الشيء الأشياء تحصل طبيعية، فالصداقة عادة تحصل بطريقة طبيعية، وبمرور الوقت قد تجد الشخص الذي يُلائم كما ذكرت.

الشيء الآخر الذي يمكن أن تحصل فيه الصداقات هو محيط العائلة، العائلة القريبة (أولاد العم، أولاد الخال، أولاد العمة، أولاد الخالة)، هل عندك علاقات مع أهلك وتزورهم؟ لأن هذا مصدر، أو محيط تنشأ فيه العلاقات، والصداقات أخي الكريم.

ولكن في النهاية الشيء الذي يجب أن ألفت نظرك إليه: لا تعطي هذا الشيء اعتبارًا أكثر من اللازم، طالما عندك صديق واحد الآن، فهذا قد يكون كافيًا. الأصدقاء سوف يأتون، ما زلت صغيرا السِّن، وبمرور الوقت إن شاء الله سوف تنشأ صداقات، وسوف تتشكّل حياتك، وسوف تجد الأصدقاء الذين يُناسبونك.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً