الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من مشكلة التأتأة، فكيف أتعالج منها؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا طالبة في السنة الثالثة في الجامعة قسم علم النفس، والأولى على دفعتي، ومشكلتي منذ الصغر هي التأتأة، تعرضت للتنمر في مرحلة المدرسة ومع ذلك لم أستسلم.

منذ سنة بدأت أتابع مع اختصاصية نطق، وهناك تحسن تدريجي لكنه بطيء، من خلال بعض التمرينات على مخارج الحروف وتنظيم التنفس، وفي الفترة الأخيرة بدأت بمواجهة مواقف الحديث التي أخاف منها، خصوصا في الجامعة، إلا أني أصبحت خائفة جدا في الفترة الأخيرة أن تستمر معي التأتاة، وتقف عائقا بيني وبين طموحي في أن أصبح معيدة في الجامعة، أصبحت أفكر في مستقبلي كثيرا، وتراودني الكثير من الأفكار السلبية.

توجهت في صغري لحلقات تحفيظ القرآن الكريم إلا أني لم أستفد، توجهت لعدة أطباء نفسيين ولم أستفد، أو لم تعجبني فكرة تناول أدوية لها آثار جانبية خطيرة، ومارست تمارين الاسترخاء لمدة سنة، ولكن دون جدوى، أنا خائفة جدا على مستقبلي بسبب التأتاة، وأخاف أن تضيع مني الفرص، على الرغم من أني أحاول أن أكون قوية، إلا أني أشعر أحيانا بالضعف والحزن والخوف، أريد نصيحتكم، ماذا أفعل؟ أعتذر عن الإطالة.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فرح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى أن يحلَّ هذه العقدة من لسانك.

التأتأة عند الإناث أقلَّ بكثير ممَّا عند الذكور، وعدم مراقبة النفس حين يتحدث الإنسان هي من أهم الأشياء التي تُساعد على طلاقة الكلام، طبعًا هذا قد لا يكون سهلاً، لكنّه ليس مستحيل التطبيق، والحمد لله أنت الآن تحت إشراف أخصائي النطق، وقطعًا ما يُمليه عليك من تمارين وإرشادات سيكونُ مفيدًا.

ومن جانبك يجب أن تحرصي في تطبيق تمارين الاسترخاء التنفّسي، وتحاولي تحديد الأحرف التي تجدين صعوبة في نطقها، ودائمًا تربطين نُطقها بعد الشهيق مباشرة، هذا يُسهِّلُ كثيرًا.

وأريدك أيضًا أن تقومي بتمارين تسجيل بعض المقاطع الكلامية التي تقومين بها، ثم الاستماع إلى نفسك مرَّاتٍ ومرَّات، هذا أيضًا يُعطي ثقة كبيرة جدًّا للإنسان، ويزيل التأتأة بفضل الله تعالى.

قطعًا قراءة القرآن بتجويد وتركيز وتحقيق – أي أن تكون القراءة بطيئة وواضحة – هذا أيضًا يُحسِّنُ كثيرًا من النطق بشكل واضح جدًّا.

بقي أن أقول لك أن العلاج الدوائي في حالتك مهم، أنتِ ذكرت أنك توجَّهت لعدة أطباء نفسيين ولم تحدث استجابة، وأعتقد أنك تقصدين (ولا تعجبك فكرة تناول أدوية نسبةً لآثارها الجانبية الخطيرة)، مع احترامي الشديد لرأيك الذي ذكرتِه؛ لكنَّ الأدوية ليست خطيرة، الأدوية إذا اختار لك الطبيب الدواء الجيد والسليم وكانت الجرعة جرعة صحيحة؛ ليست هنالك خطورة أبدًا، ومعظم الأطباء الثقات لا يُعطون أدوية تكون إدمانية أو تعوّديّة.

فيا أيتها الفاضلة الكريمة: إن كان بالإمكان أن تذهبي إلى طبيب نفسي ليعطيك أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف، هذه تُساعدُ كثيرًا، مثلاً: عقار (زيروكسات CR) بجرعة 12,5 مليجرام، يُضاف له عقار (إندرال) بجرعة عشرة مليجرامات، يتم تناوله مثلاً لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر، وبعد ذلك تجعلين الزيروكسات حبة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم تتوقفين عن تناوله، فقد يكون دواءً بسيطًا وجيدًا وفاعلاً وسليمًا، ويزيل القلق والتوتر والمخاوف المرتبطة بالنطق، ويعطيك الجرأة والقدرة على المواجهة، ويعطيك أيضًا الشعور بأنك لا تُراقبين أداءك، وهذا أمرٌ أساسي.

فأرجو ألَّا تترددي أبدًا في الاستفادة من الأدوية، هي أحد محاور العلاج المهمة، والمحاور الأخرى هي التي ذكرتُها لك، وأنا متأكد أن أختصاصي النطق وكذلك الأطباء الذين قمت بمقابلتهم فيما سبق – قد أسدوا لك الكثير من النصائح.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً