الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من حركات لا إرادية في الوجه والرقبة والعينين، ما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحياتي لموقعكم الكريم المبارك وكل العاملين فيه، وجزاكم الله كل خير على ما تقدمونه لمساعدة الناس.

الحقيقه عندي مشكلتان: إحداهما مشكلة كبيرة، حيث أعاني منها ولا أجد لها حلا.

أنا مريض بالاضطراب الوجداني ثنائي القطب من الدرجة الأولى، مصحوب بالذهان والوسواس القهري، وأتناول مجموعة أدوية وهي: (ستاتومين 100قرص بعد الإفطار - كونترلبسى 100 قرص صباحا و2 قرص مساء - أوميغا 3 قرص بعد الغداء - رامديب قرص بعد العشاء - إندرال 10 3 اقراص يوميا لعلاج التململ الحركى الناتج عن الأدوية - آبيكسيدون 1 مجم قرص قبل النوم).

ومشكلتي الثانية: هي حركات لا إرادية أقوم بعملها بوجهي أو رقبتي أو عيني أو كتفي، ولا أعرف السبب؟ هل هي بسبب الأدوية أم ماذا؟ وهذه الحاله تأتيني كل فترة، وتظل معي أكثر من 10 أيام تقريبا ثم تذهب، وبعد فترة تعود من جديد.

بالله عليك يا دكتور ما سبب هذه المشكلة؟

شكرا جزيلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالاضطراب الوجداني ثنائي القطبية يعني أنك أحيانًا تُعاني من نوبات هوس، وأحيانًا تعاني من نوبات اكتئاب، ونوبات الهوس أو الاكتئاب قد تكون مصحوبة بأعراض ذهانية، أمَّا الوسواس القهري فعادةً يكونُ مصاحبًا لنوبات الاكتئاب، وقد يكون جزءًا من الاكتئاب.

وعلاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية هو في علاج النوبة نفسها، إذا كانت نوبة اكتئابية فإنه يُعطى الشخص مثبتات المزاج، وقد يُعطى مضادات الاكتئاب لفترة وجيزة، وإذا كانت نوبة هوس فأيضًا يُعطى مثبتات مزاج، وقد يُعطى مُهدئات أو مضادات للذهان لفترة وجيزة حتى تختفي هذه الأعراض.

إذًا العلاج الأساسي للاضطراب الوجداني ثنائي القطبية هو في مثبتات المزاج، في حالة نوبة الاكتئاب أو نوبة الهوس، وفي حالة الوقاية أخي الكريم.

كل هذه العلاجات التي ذكرتها: (كونترلبسى conrolepsy) مائة مليجرام، أو (لاموتريجين Lamotrigine) هو مثبت المزاج الوحيد الذي تأخذه، أمَّا باقي العلاجات فتأخذ اثنين من مضادات الاكتئاب، وتأخذ مضادًا للذُّهان، وتأخذ (إندرال inderal) للقلق، وأنا شخصيًا لا أميل لمثل هذه العلاجات الكثيرة في علاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، -كما ذكرتُ- أهم علاج هو مثبتات المزاج.

واللامتروجين بالرغم من فعاليته فدائمًا يُستحسن أن تأخذه مع مثبِّت مزاج آخر، وفي هذه الحالة مثل (الليثيوم Lithium) أو (صوديوم فالبروات Sodium Valproate).

وطالما هناك أعراض ذهانية فقد يكون من الأفضل أن تأخذ مع اللامتروجين (اريبيبرازول aripiprazole) بجرعة 15 مليجراما، ثبت أنه الآن مثبتٌ للمزاج، وأيضًا يُعالج الأعراض الذهانية، ومن ميزاته (اريبيبرازول) أيضًا أنه لا يؤدي إلى حدوث حركات لا إرادية خاصة في الرجل والرقبة والعينين.

هذه الحركات اللاإرادية قد تكون ناتجة من (أبيكسيدون Apixedone) الذي هو (ريسبيريدون Risperidone) بالرغم من جرعته الصغيرة، لكن بعض الناس عندهم حساسية لحدوث هذه الأعراض الجانبية من هذا الدواء.

لذلك أرى أن تُوقف (أبيكسيدون) وتستبدله مع تناول (إيبيبرازول) مع تناول (كونترلبسى)، والاكتفاء بمضاد اكتئاب واحد مثل (ستاتومين Statomin)، والاستغناء عن دواء الاكتئاب الآخر (رامديب ramdeep) بالتدرّج، وبعد فترة الاستغناء عن (ستاتومين) نفسه، والاستمرار في (كونترلبسى) أو (لامتروجين) ثلاثمائة مليجرام، مع (اريبيبرازول) 15 مليجراما.

وبإذن الله تختفي هذه الحركات اللاإرادية التي -كما ذكرتُ لك- الدواء الوحيد الذي يمكن أن يُسبب هذه الحركات من ضمن هذه الأدوية التي تأخذها هو (أبيكسيدون)، وطالما أصبح يُسبب لك إزعاجًا -وهو ليس من الأدوية المهمة في علاج الاضطراب الوجداني- فأرى أن تُوقفه وتستبدله (اريبيبرازول).

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً