الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل دواء amitriptyline نافع للاكتئاب والقلق والأرق؟

السؤال

السلام عليكم.

أتمنى من العلي القدير أن يجازيكم عنا كل خير، وإن اللسان ليعجز عن شكركم لما تقدمونه لهذه الأمة من نصحٍ صادق.

لقد أصبت باكتئاب منذ 10 سنوات، ووصف لي الطبيب دواء (deroxat 20 mg)، وأستعمله إلى يومنا هذا، وهو مفيد جدا رغم آثاره الجانبية، مثل زيادة الوزن وغيرها.

في السنوات الأخيرة أصبت بالأرق وصعوبة النوم وعدم التركيز، ذهبت لطبيبة نفسانية، فوصفت لي دواء amitriptyline 25 mg و iremofar 25 mg، وأوقفت عني الديروكسات، فهل دواء amitriptyline نافع للاكتئاب والقلق وخاصة الأرق؟ وهل له تأثير على الجسم وعلى الدماغ عند استعماله على المدى البعيد؟ وهل تغيير دواء deroxat 20 mg بالـ amitryptiline اختيار جيد أم لا؟

جزاكم الله كل الخير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الـ (الديروكسات deroxat) واسمه العلمي (باروكستين Paroxetine) فعّال جدًّا في علاج القلق، وهو طبعًا من فصيلة الـ SSRIS، وطبعًا من آثاره الجانبية – كما ذكرت – زيادة الوزن، وأيضًا حصول أعراض انسحابية شديدة، وبالذات عند التوقف، وبالذات إذا استمرَّ في تناوله الشخص فترات طويلة، هذا من ناحية الباروكستين.

الـ (إميتربتالين amitriptyline) هو من فصيلة أخرى تعرف بمضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، وهو مُهدئ، ويُساعد في النوم بصورة طيبة، ولا تحصل منه أعراض انسحابية عند التوقف، وليس له تأثير على الجسم أو الدماغ على المدى الطويل، ويُساعد في علاج الأرق مع الباروكستين، ولكن لا أرى أنه بديل للباروكستين.

إذا أردت أن تتوقف عن الباروكستين واستعملته لعشر سنوات فيجب أن تفعل ذلك بحرص شديد، وبعناية فائقة، وأن تستبدله بدواء آخر من فصيلة الـ SSRIS مثل الـ (سبرالكس Cipralex) مثلاً، أو الـ (سيرترالين Sertraline) أو الـ (فينلافاكسين Venlafaxine) وهو من فصيلة أخرى، وأنا أُفضّل السبرالكس، عشرة مليجرامات، يجب أن تبدأ إدخاله ببطء في نفس الوقت الذي تتخلص من الباروكستين.

الباروكستين يجب أن تخفض خمسة وعشرين بالمائة من الجرعة – أي: خمسة مليجرامات – كل أسبوعين، إذًا تحتاج إلى شهرين على الأقل حتى تتوقف عنه، وفي هذه الأثناء استعمل السبرالكس بجرعة نصف حبة – أي خمسة مليجرامات – لمدة أسبوعين، ثم حبة كاملة لمدة شهر (عشرة مليجرامات)، وحين يتم التوقف عن الباروكستين تكون جرعة السبرالكس عشرة مليجرامات، والسبرالكس عادة يُؤخذ بعد الإفطار، ولا يُساعد في النوم، فإذًا يمكن أن تأخذ معه الإميتربتالين ليلاً.

الشيء الثاني: يمكنك – وهذا خيار أنا لا أفضّله، ولكن قد يعمل عند بعض الناس -: تستبدل – كما ذكرت الطبيبة – الباروكستين بالإميتربتالين، ولكن جرعة حبة ليلاً، الإميتربتالين غير كافية، يجب أن تكون الجرعة على الأقل من خمسة وسبعين إلى مائة مليجرام، ويمكن أن تأخذ منها جزء في النهار، مثلاً: تأخذ حبة في النهار وثلاث حبات ليلاً، (خمسة وعشرين مليجرامًا)، ويجب أيضًا أن تبدأ في الاستعمال بالتدرج، مثلاً حبة ليلاً لمدة خمسة أيام، ثم حبتين ليلاً لمدة عشرة أيام، ثم حبة صباحًا وحبتين ليلاً لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك حبة صباحًا وثلاث حبات ليلاً، وتسحب الباروكستين بنفس الطريقة التي ذكرتها لك سابقًا في هذه الاستشارة.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً