الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل ما أعاني منه هو نوبة هلع وخوف أم ماذا؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب عمري ٢٦ سنة، بدأت حالتي منذ ٩ شهور من تاريخ هذا اليوم.
أكلت كثيرا في إحدى الأيام وصاحبها صعوبة في البلع وصعوبة في التجشؤ وكأن الغازات عالقة في الحلق ولكن لا تظهر مع خوف لكن تجاهلت الموضوع وقلت ربما من كثرة الأكل.

بعد ثلاثة شهور جاءتني نفس النوبة بعد شرب قهوة في الصباح، ولكن كانت أشد صاحبها سرعة في ضربات القلب وتنميل في كامل الذراعين وتشنج شديد في الاصابع لدرجة الالتواء واختفى التشنج بعد دقيقة.

عملت تحاليل فيتامينات وسكر وغدة وكانت سليمة عدا نقص فيتامين د و ب ونقص بسيط في كريات الدم البيضاء، وفحوصات للقلب تخطيط وايكو وكانت سليمة، والدكتور أخبرني بأنها أعراض خوف وتوتر ووصف لي فيتامين د و فيتامينات مكملة.

تحسنت بشكل كبير، لكن بعد أسبوعين تكررت نفس النوبة وكانت بعد الاستحمام مباشرة (أثناء الاستحمام كنت خائفا فخرجت بسرعة) مع تقلبات وعدم راحة في البطن، عملت تحليل براز لكشف عن جرثومة المعدة وكانت سليمة وأشعة صوتية للبطن وكانت سليمة أيضا لكن نسبة الغازات كانت كبيرة في وصف لي دواء يقلل من الغازات.

سؤالي، ما هذه النوبة المفاجأة، هل هي اعراض توتر وخوف وهلع ام ماذا؟ لمَ يرافقها تشنج كالشلل؟ وتقلبات في المعدة؟ الآن عندي خوف بتكرارها أو أن استحم ويأتيني نفس الخوف وهكذا.

عذرا على الإطالة، وشاكر ومقدر لمجهودكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

تكرار نوبات متباعدة من الخفقان، أو تسارع نبض القلب مع شيء من التوتر والقلق والتعرق والغثيان والخوف أمور مرتبطة بحالة هلع تسمى panic disorder نتيجة اضطراب مستوى هرمون سيروتونين في الدم، ونوبات الهلع هذه تتعلق أساساً بأسباب نفسية، وغالباً ما تظهر لأول مرة بعد حادثة بعينها مثل ما حدث معك من عدم القدرة على البلع، وصعوبة التجشؤ، وربما صاحبها خوف من الاختناق.

والتشخيص والعلاج يحتاج الى زيارة طبيب نفسي لعمل عدة جلسات تسمى بالعلاج المعرفي والسلوكي أي معرفة طبيعة المرض وكيفية التعامل معه وعموما لعلاج نوبات الهلع والتوتر والقلق يمكنك تناول حبوب cipralex 10 mg التي تساعد في ضبط مستوى هرمون سيوتونين في الدم، وتحسن الحالة النفسية والمزاجية، حيث نبدأ بجرعة 10 مج لمدة شهر، ثم جرعة 20 مج لمدة 10 شهور، ثم جرعة 10 مج مرة أخرى لمدة شهر، ثم تتوقف عن العلاج.

مع أهمية ضبط مستوى تناول D من خلال تناول فيتامين D3 الأسبوعية 50000 وحدة دولية كبسولة واحدة أسبوعيا لمدة شهرين، ويمكن تكرارها بعد 4 شهور مرة أخرى، مع ضرورة أخذ قسط كاف من النوم؛ لأن الجسم يفرز مواد مسكنة ليلا أثناء النوم تسمى Endorphins، وهي في الواقع مواد تشبه المورفين في تأثيرها الطبي على جسم الإنسان morphine-like chemicals دون أن يكون لها مضاعفات جانبية، ولذلك ننصحك بالنوم ليلا مدة لا تقل عن 6 ساعات، ونوم القيلولة لمدة ساعة، أو أقل ظهرا، وسوف ينعكس ذلك على حالتك الصحية العامة -إن شاء الله-.

وننصح بممارسة رياضة المشي والانخراط في الحياة الاجتماعية المحيطة، والتواصل مع الآخرين، مع أهمية أداء الفروض والاجتهاد في النوافل، والصدقة؛ لأن كل ذلك يحسن من مستوى هرمون سيروتونين في الدم، وبالتالي يساعد في علاج الكثير من المراض النفسية مثل الخوف المرضي والتوتر والهلع.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً