الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل هناك علاج يضبط النوم؟

السؤال

السلام عليكم.

منذ عامين ونصف وأنا منتظم على دواء Efexor XR150ml ، ولله الحمد حالتي النفسية جيدة جدا، ولكني أعاني من اضطراب في النوم، حيث أنني لا أستطيع النوم أبداً في موعد محدد كل يوم، فمثلا إذا نمت الساعة العاشرة ففي اليوم التالي لا أستطيع النوم أبداً الساعة العاشرة أو قبلها، ولكن أنام بعدها، واليوم الذي يليه أنام متأخرا أيضا عن اليوم الذي سبقه، وبالتالي موعد الاستيقاظ يتقدم، وهكذا حتى يصبح ليلي نهاراً ونهاري ليلاً، ثم تدور الدورة من جديد، وهكذا، ولكني أثناء النوم لا أشعر بأرق، وهذا الأمر مستمر معي منذ عام ونصف تقريبا، وبالطبع يؤثر على حياتي كثيرا.

أتمنى لو هناك دواء يساعدني لضبط نومي وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Abdelrahman حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله أنك بخير، وجرعة الـ (إفيكسور Efexor) التي تتناولها هي جرعة علاجية، ممتازة جدًّا.

أريد أن أنصحك حقيقة فيما يتعلق باضطراب النوم على الإجراءات السلوكية المتعلقة بالصحة النومية.

أولاً أخي الكريم: يجب أن نتفهم تمامًا أن النوم حاجة بيولوجية فسيولوجية، لا تخضع لإرادتنا كاملاً، لكننا إذا هيأنا الظرف للنوم يأتينا النوم، نذهب إلى الفراش في وقت ثابت، أن نُقلل من التفكير السلبي قبل النوم، أن نحرص على الأذكار، أن نتجنب تناول الميقظات كالشاي والقهوة بعد الساعة السادسة مساءً، أن نمارس الرياضة.

فيا أخي الكريم: النوم يجب أن يُهيأ له حتى يأتينا بصورة صحيحة، فأرجو أن تسعى دائمًا لأن تُهيأ ساعتك البيولوجية بصورة صحيحة لتنام نومًا جيدًا.

الدواء المناسب: سأصف لك دواءً بسيطًا جدًّا، لا أحب الأدوية المنومة، لأن التعود عليها سريع جدًّا. هنالك دواء يُسمى (زولبيديم Zolpidem) ويُسمَّى أيضًا (تارتريت tartrate) هذا الدواء منوّم، يُقال أن درجة التعوّد فيه أقلَّ، إذا كنت سوف تتناوله بحكمة – أي لا تتمادى في تناوله – فلا بأس به، الجرعة هي عشرة مليجرام يوميًا لمدة شهرٍ، ثم خمسة مليجرام يوميًا ليلاً ساعة قبل النوم لمدة شهرٍ آخر، ثم تتوقف عن تناوله.

ويُوجد دواء آخر أيضًا مفيد جدًّا، قد لا يكون بنفس مستوى الزولبيديم لكنه أيضًا جيد، الدواء هو الـ (ميرتازابين Mirtazapine) الذي يُعرف تجاريًا باسم (ريميرون Remeron) هو مضاد للاكتئاب في الأصل، لكنه يُحسّن النوم جدًّا إذا تناوله الإنسان بجرعة صغيرة. الحبة تحتوي على ثلاثين مليجرامًا، أريدك أن تتناول ربع حبة فقط – أي 7,5 مليجرام – ليلاً، لأي مدة تريدها، لا بأس في ذلك أبدًا، لأن الدواء سليم جدًّا.

وإذا لم تتحسّن على جرعة الـ 7,5 مليجرام فاجعل الجرعة 15 مليجرام – أي نصف حبة – لكن هذا الدواء يجب أن تتناوله مبكِّرًا نسبيًّا، الساعة الثامنة والنصف أو التاسعة والنصف، لأن أصلاً النوم الليلي المبكّر أفضل، يعطي طاقات أجود للإنسان في الصباح، تصلي الفجر بكل أريحية وإقبال وطاقات متجددة، وفي ذات الوقت لا تشعر أبدًا بنوع من التكاسل أو الهمدان الجسدي الذي قد يحدث لمن يتناول هذا الدواء في وقتٍ متأخر. طبعًا أنت لا تحتاج للدوائين، لا تحتاج للمريتازبين والزولبيديم في نفس الوقت، أحدهما سوف يكون كافيًا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً