الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بسبب علاقاتي العاطفية الفاشلة مع الشباب، صرت أميل للفتيات.

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة عمري 20 سنة، عزباء، دخلت في عدة علاقات عاطفية فاشلة، كنت آمل أن تنتهي بالزواج، لكن لم يحصل ذلك، تعقدت وأصبحت أميل للفتيات، وأتمنى أن أكون على علاقة مع فتاة، أعرف أن هذا منافي للدين والأخلاق ولكنها وساوس وأخشى أن تصبح أفعالا يوما ما،رغم المجتمع المتحفظ الذي أعيش به.

أشعر بأنني غير طبيعية، وأصبحت أكره نفسي، وأتمنى أن أطرد هذه الأفكار، ربما الزواج والستر يخلصني من هذه الأفكار، لكن أخشى أن تزيد لاحقا، فلا أستطيع ردع كل الأفكار التي تخطر بعقلي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Alaa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الحرص على السؤال، ونؤكد أن مجرد السؤال والإحساس بالرغبة في الخير والخوف من الشر هي البداية الصحيحة والموفَّقة، ونسأل الله أن يهديك لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلَّا هو.

لا يخفى عليك أن العلاقات العاطفية خارج الأُطر الشرعية هي مصدر شرٍّ ومصدرُ بلاءٍ، وسببٌ لعدم الاستقرار النفسي والحياة بعد ذلك ما لم تُعجّل الفتاة أو الإنسان الذي يقع في مثل هذه العلاقة بتوبة لله نصوح، فأوَّلُ ما نُذكِّرُك به وندعوك إليه أن تتوبي إلى الله تبارك وتعالى توبة نصوحًا، والتوبة تجُبُّ ما قبلها، والتائبة من الذنب كمن لا ذنب لها، واعلمي أنه من تمام التوبة أن يكون فيها إخلاصٌ لله، ويكون فيها صدقٌ مع الله، وأن يكون فيها ندم على ما مضى، وأن يكون فيها عزمٌ على عدم العود، وأن يكون فيها توقُّف عن العمل المحرّم، ثم من علامات قبولها الإكثار من الحسنات الماحية، فالحسنات يُذهبن السيئات.

وحصول علاقات غير صحيحة لا يمنع من وجود علاقة صحيحة، وتهيئي لذلك بأن تلتزمي بحجابك وسِترك، واحشري نفسك بين الصالحات، واعلمي أن لكلِّ صالحة في تجمُّعات النساء ولكلِّ امرأةٍ في تجمُّعات النساء مَن يطلبُ منها أن تبحث له عن بنتٍ فاضلة، فتميَّزي بين النساء بأدبك، وأظهري بين النساء ما وهبك الله من جمالٍ ودلال، وهذه من الأسباب التي يصحُّ للفتاة أن تتخذها سببًا حتى تفوز بابن الحلال في هذه الحياة، الذي يُعينها على طاعة الكبير المتعال سبحانه وتعالى.

أمَّا بالنسبة للأفكار الأخرى والانجذاب نحو الجنس: فهذه أيضًا أرجو طردها من أولها، والإنسان ينجح ويسهل عليه أن يطرد الفكرة في البداية، كما قال ابن القيم: "جاهد الخاطرة قبل أن تتحول إلى همِّ، وجاهد الهمَّ قبل أن يتحول إلى فكرة، وجاهد الفكرة قبل أن تتحول إلى إرادة، وجاهد الإرادة قبل أن تتحول إلى عمل"، فمطاردة الفكرة من البدايات هي السلامة في النهايات بتوفيق رب الأرض والسموات.

فاطردي هذه الفكرة، فإنها أسوأ من أي علاقة، لأنها علاقة صادمة للفطرة، ميلُ الفتاة إلى الشباب هذا هو الفطرة، أمَّا ميلُها إلى بنات جنسها أو ميل الشاب إلى أمثاله من الذكور فهذه هي المثلية مرفوضة محرّمة، وهي شذوذ، له آثار خطيرة جدًّا، فاطردي مثل هذه الوساوس، واعلمي أن العلاقات الخاطئة لا تمنع – كما قلنا – حصول علاقة صحيحة، وتفادي أسباب فشل تلك العلاقات، واعلمي أن الإسلام كرَّم الفتاة فأرادها مطلوبة عزيزة لا طالبة ذليلة، فالتزمي بحجابك ولا تقبلي إلَّا بصاحب الدين والخلق، ولا تقبلي إلَّا بمن يطرق الأبواب، وإن شعرت أن شابًّا يميل إليك فدُلِّيه على بيت أهل، ودلِّيه على محارمك.

ونسأل الله تبارك وتعالى أن يضع في طريقك صالحًا ومُصلحًا يُسعدك وتُسعديه، ويكتب الله على يده ومعه الهداية والثبات، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد، ومرحبًا بك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً