الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أستطيع أن أسامح والدي على ما فعله بي.

السؤال

السلام عليكم.


والدي دائما يقول لي بأنه غاضب علي، وأنا دائما أحاول أن أرضيه، لكنه يشتمني ويدعو علي بعدم الفلاح والنجاح، وبسببه عندما كنت في الصف الخامس كنت سأقطع شرياني خوفا من الضرب، ولا أقدر على مسامحته، وإذا طلب مني طلبا أتجرأ وأذكره بما يفعله بي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أختي الكريمة- في موقعنا، وأسأل الله أن يتولاك بحفظه، وأن يصلح حال والدك، ونصيحتي لك بعد قراءة ما كتبت:

بما أنك حريصة على بر الوالدين، فأبشري بخير، وما يجري لك هو نوع من الابتلاء سيرفعه الله عنك، بهذا البر الذي أنت عليه، وبما أنك قائمة بما يلزم من البر بالوالد، فلا يضرك ما يقول عنك بأنه غضبان عليك وخاصة في حال الغضب.

ثم اعلمي أن طبيعة بعض الآباء فيها حدة في التعامل بسبب الجهل بدين الله، أو بسبب الظروف المادية التي قد تكون ليست على ما يرام، أو بسبب النشأة السابقة منذ الصغر، فأرجو أن تتفهمي هذا، وأن تقوي في نفسك الصبر والتجاهل وكأن شيئا لم يكن، فتكونين نائلة إن شاء الله أجر البر وأجر الصبر.

كما أرجو أن تبذلي قصارى جهدك في السعي في إعانة الوالد للخلاص مما هو فيه من حدة في التعامل بمحاولة النصح له بطريقة مباشرة وغير مباشرة، وكذلك بالدعاء له بظهر الغيب بأن يجعله رفيقا بك وببقية أهلكم.

وأخيراً: لست معك أبدا في أن تحملي في نفسك على أبيك، بل ينبغي أن تفتحي مجالا واسعا للتسامح والعفو عنه، وتجاوز ما يحصل منه، فقد قال تعالى "فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ" [ سورة الشورى اية ]، ثم إن هذا الحزن وعدم العفو عن الوالد لن يحل المشكلة، بل إن هذا التفكير سيجعلك في حالة نفسية صعبة، ومهما حصل من أخطاء من قبل الوالد، فلا شك أن له محاسن وهي كثيرة، ويكفي أنه سبب في وجودك في الحياة، غير ما يقوم عليك وعلى إخوانك من الرعاية، وله حقوق عظيمة حثت عليه الشريعة.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً