الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما تشخيص حالة إيذاء النفس عند العصبية؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة محافظة على صلاتي وعباداتي، وأخاف من الله كثيرا، ومشكلتي أني عصبية جدا، وعندما أتعرض لموقف أو ظلم أؤذي نفسي، كأن أقوم بجرح نفسي ولا أقصد الانتحار.

لا أعلم السبب، وأحاول مرارا منع نفسي، ولكن دون جدوى، مثلا أنشغل بالصلاة أو السباحة أو الإنترنت، ولكن عندما أتذكر الموقف أتعصب مرة أخرى، وأجرح نفسي، فأرجو توضيح الحالة وعلاجها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكر لك ثقتك بنا، وتواصلك معنا.

أختي الفاضلة: لمست ما تشعرين به من صراعات داخلية متناقضة تجاه ما تشعرين به، فمن الواضح أنك شخصية كتومة جدا لا تبوح بما تشعر به، فتتراكم لديك الأمور مما يولد هذه السلوكيات، فلديك صفات جميلة من حفاظك على طاعاتك وعباداتك يخالفها ما تقومين به من سلوكيات نقيضة عند تعرضك لضغوطات نفسية، وسبب هذه السلوكيات هو خلل في طريقة السيطرة على المشاعر السلبية التي من الطبيعي أن تنتاب الفرد في هذه الحياة المليئة بالمواقف المزعجة، فالاندفاعية في ردة الفعل قد تولد ما تقومين به من إيذاء لنفسك وتعريضها ربما للخطر، حيث إن كمية المشاعر الحزينة التي تكون سيدة الموقف تلك اللحظة قد تجعلك سلبية الإرادة، وتجعلك تتعمقين في كمية الإيذاء البدني دون أن تشعري بذلك، ويحصل هنا ما لا يحمد عقباه من تبعات نفسية واجتماعية ودينية، فأنت مؤتمنة على جسدك الذي هو ملك لمن خلقه جل في علاه.

إذا للتخلص من كل هذه الأمور كل ما عليك فعله هو تعلم مهارات التكيف الحياتية، وتقبل الأمور التي قد تطرأ في حياتك مهما كان وقعها صعبا عليك، تأكدي تماما أن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها حتى في الابتلاءات، فهو يبتلي الإنسان على قدر صبره وتحمله رحمة منه سبحانه حتى لا يرهق كاهلنا بالهموم، وإن كثرت المشاكل والضغوطات فهي مقياس يرسله الله لنا ليرى مدى صبر العبد ومدى قوة إيمانه وتحمله، وهل سنلجأ لله سبحانه أم سنخسر أجر الصبر والاحتساب، فلكل أمر حكمة، وأمر المؤمن كله خير وإن بدا في ظاهره عكس ذلك.

جددي العهد مع ذاتك واتخذي قرارا حاسما بأنك ستتوقفين عن هذا الأمر، وأنه لا فائدة منه فهو لن يصلح لك الأمر بل يزداد سوءًا بعد القيام به، فجلد الذات ومعاقبتها بالإيذاء الجسدي أمر يترك أثرا نفسيا كبيرا جدا، ولأن نفسك تستحق الأفضل، ولأن ذاتك جوهرة جميلة تستحق منك أن تعتني بها؛ قوي العهد مجددا بينك وبين خالقنا جل وعلا، قومي بطاعاتك وعباداتك ولكن بيقين أكثر بأن لا ملجأ لنا إلا إليه سبحانه في فرحنا وكربنا.

تجنبي الجلوس منعزلة وقت الغضب، ادمجي نفسك في محيطك الأسري والاجتماعي بصورة أكبر في الفترة التي تشعرين فيها بأنك سوف تقدمين على أي إيذاء جسدي.

تعلمي مهارات التخلص من الضغوط، طوري نفسك بقراءة كتب تهتم بهذا الجانب، ستجدين الكثير منها، والتي تهتم بالتدريب على خطوات كثيرة أهمها جلسات الاسترخاء والهدوء الذاتي.

لا تجعلي من الاحباطات الداخلية مصدرا للضعف، بل اجعليها مصدر قوة، وكوني فخورة بذاتك وقدريها طوال الوقت وامتدحي ايجابياتك، وأصري على إصلاح السلبيات.

أسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً