الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتغلب على إعجابي بأي شاب أراه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا طالبة في الثانوية العامة، ولكني أعاني من إعجابي بأي شاب أراه وأظل أفكر به، وأنظر إليه في وقت الحصص المدرسية، فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلافه حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً ومرحبًا بك، يسرنا معاودة تواصلك معنا.

لقد اطلعت على استشارتك السابقة، بالإضافة إلى هذه الاستشارة، ومما يبدو لي أنك بحاجة إلى النصح والتذكير بأهمية غض البصر، وللتخلص من هذا بنيتي سلافه أود منك: أنّ تتمعني معي في هذه الآيات التي توضح وتردع مَن يتعمّد النظر، قال الله تعالى: "قل للمؤمنين يغضّوا من أبصارهم... وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهنّ"، وهذا الأمر يتطلب منك مجاهدة للنفس لتحافظي على نفسك من الوقوع في المحذور.

ومما لا ريب فيه إن النظرة البريئة والتي تتخذ صفة التكرار، أو التحديق يصحبه غالباً الخوف من الوقوع في الفتنة، فالأحوط استحباباً ترك النظر لكل من المرأة والرجل الأجنبيين إلى ما هو جائز حتى مع عدم الريبة.

ولذلك على الفتاة أنّ تحافظ على وقارها وحيائها وسترها وحجابها، وألا تعتاد على تقليب نظرها في وجوه الشباب؛ لأن ذلك مما يغضب الله ولن يجلب لها إلا تعب القلب والشقاء.

وبناء على ما سبق أنصحك غاليتي من قلب نصوح بما يلي:

* عليك بمجاهدة نفسك والتغلب على التفكير بما ذكرت من خلال اللجوء إلى الدعاء، ومقاومة النفس الأمارة بالسوء، اعزمي على مقاومة نفسك بالعزيمة الجدية، وبإذن الله تعالى ستتخلصين من هذه الأفكار ومن المهم أنّ تكوني واثقة من أنك قادرة على التخلص مما تعانين منه بالتوكل على الله العلي القدير.

* التزمي بالصلوات في أول وقتها، وجالسي أهل الذكر وقومي بتوجيه طاقتك البصرية إلى قراءة القرآن الكريم أو كتاب ديني أو صحي مفيد؛ أي: اشغلي عقلك بشيء أكثر إيجابية، وبعمل تحبينه وينفعك دنيا وآخرة وتسدين به فراغك، ففي ذلك تكونين قد حصنت نفسك بحاجز منيع، وكلما أمرتك نفسك بهذه الأفكار اذكري ربك، " لأن قلبك بذكر الله يخشع ويبتعد عن المعاصي".

* اعملي على تطوير ذاتك بالإضافة إلى ذلك، يمكنك ممارسة الرياضة؛ لأن فوائدها كثيرة على الصحة الجسدية والنفسية، ولها أثر على طريقة نظرتنا إلى الحياة، حاولي التفكير بالانخراط بالأعمال التطوعية، والقيام بنشاطات مفيدة أثناء وقت الاستراحة.

* أنصحك بإشغال تفكيرك وفكرك بأمور أخرى كأن تتعلمي أموراً جديدة تشغل تفكيرك كتعلم هواية ما: كالقراءة، وممارسة أعمال المنزل، أو الالتحاق بالدور والأعمال الخيرية، وغير ذلك مما يملأ فراغك ويُعيق التفكير الذي يثيره عليك الشيء.

* وكوني وفقك الله لما يحبه ويرضاه قدوة لأهلك وأخواتك المسلمات، والمحافظة على طاعة الله وحدها تحقق لك السعادة والراحة النفسية، وتساعدك على تغلب مشاكل الحياة.

* كوني كالنخلة عاليةَ الهمّة، وركزي في دراستك وليكن هدفك في الحياة التميز والارتقاء بالعمل والحصول على شهادة الدكتوراه.

* أن تنمي لديك مهارات الثقة في النفس والحوار والإقناع والاستماع الفعال، ويمكن أن تجدي دورات وكتب تقدم لك إرشادات كثيرة تسمح لك بتوسعة مجال إدراكك وتنمي لديك المهارات التي ستعينك على توجيه طاقتك بشكل إيجابي والتخلص من العادات السئية واكتساب عادات أخرى إيجابية.

* اتخذي رفقة صالحة تُعينك على الخير إذا عزمت عليه، وتُذكّرك إنّ غَفلت عنه، وعليك بصلة الأرحام وبرّ الوالدين فإن لهما حقًا عظيمًا.

لا بد أن نتذكر دائمًا:

بقدر الكد تكتسب المعالي ومن طلب العلا سهر الليالي
تروم العز ثم تنام ليلاً يغوص البحر من طلب الآلي

وفقك الله لما يحب ويرضاه يا سلافه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً