الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من قلق عام وعدم رغبة في المعاشرة؟

السؤال

السلام عليكم..

أعاني من قلق مستمر، ولا أستمتع بحياتي، ودائما أشعر بأن شيء سيحصل، كما لا توجد لدي رغبة لفعل شيء من أمور الحياة، وعدم وجود دافعية للعمل أو المذاكرة أو للتسلية، وهذا منذ حوالي 5 سنوات، وتم تشخيصي بقلق عام، أدى إلى اكتئاب بسيط، وتناولت بروزاك 40 ملي لمدة سنة كاملة، وكان شيئا إيجابيا من ناحية العصبية لأمور تافهة، وأصبح عقلانيا أكثر، لكن عدم الرغبة مستمرة.

هذا العام أخذت سيبرالكس، لكني لم أستفد منه، ونتيجة هذا القلق أصبح لدي قولون عصبي، وشد عضلي مستمر، ومنذ شهر كتب لي طبيبي فافرين 50 حبة في اليوم، ودوجماتيل 50 حبة باليوم، لكن الدوجماتيل سبب لي عدم الرغبة في العلاقة الزوجية وضعف الانتصاب.

أسئلتي:
1- هل هناك بديل للدوجماتيل؟ لأني وصلت منه للمراد، وسعيد بالنتيجة، وأصبحت رغبتي أفضل بكثير جدا جدا، كما أريد معلومات عن دواء برومازين هل هو مناسب لحالتي ودواء آمن؟

2- أخذت مرة دواء اسمه أفكسر، لكن سبب لي ارتفاعا في ضغط الدم، فهل الفصيلة الخاصة به كلها ستسبب لي أيضا ارتفاع ضغط الدم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

القلق لابد أن يتم التعامل معه سلوكيًّا أيًّا كان، لأن الاحتقان القلقي الداخلي حقيقة لا يُعالج فقط من خلال الأدوية، يُعالج أيضًا من خلال تمارين الاسترخاء، التفكير الإيجابي، الاستغراق الذهني التأمُّلي أيضًا مطلوب، ممارسة الرياضة مطلوبة، التفريغ النفسي من خلال التعبير عن الذات، وأشياء كثيرة جدًّا هي التي حقيقة تُعالج القلق بصورة ممتازة، بمعنى أن نوجّه هذا القلق ونجعله من قلق سلبي ليكون قلقًا إيجابيًّا، وأنا متأكد أنك مُدرك تمامًا لما قلته لك، وأرجو أن تطبقه.

بالنسبة للعلاجات الدوائية: بالفعل الـ (دوجماتيل) لأنه يؤدي إلى زيادة في إفراز هرمون البرولاكتين – أي الحليب – وهذا قد يؤدي إلى صعوبات في العلاقة الزوجية لدى الرجال، وأفضل بديل له هو عقار (بوسبار Buspar) والذي يسمَّى علميًا (بوسبيرون Buspirone)، والبوسبار أصلاً رُخِّص كعلاج للقلق، وربما يكون الدواء الوحيد حقيقة المرخّص لعلاج القلق النفسي، وليس له أي استعمالات أخرى. طبعًا مضادات الاكتئاب ومضادات الذهان بجرعاتٍ صغيرة أيضًا مُرخصة كأدوية مفيدة لعلاج القلق، لكن لها استعمالات أخرى.

فأنا أرى أن عقار (بوسبار) إذا بدأت به بجرعة خمسة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة عشرة أيام، ثم تجعل الجرعة عشرة مليجرام صباحًا ومساءً، وتستمر عليها مثلاً لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر، ثم تخفضها إلى خمسة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة شهرين مثلاً، ثم خمسة مليجرام صباحًا لمدة شهرٍ، ثم تتوقف عن تناوله. أرى أنه دواء جيد، دواء ممتاز.

كما أن الـ (كويتيابين Quetiapine) والذي يُعرف تجاريًا باسم (سوركويل Seroquel) بجرعة صغيرة، 12,5 مليجراما إلى خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً يُساعد كثيرًا في النوم، ويُقلِّل التوترات الداخلية، وقطعًا هو أفضل من عقار (برومازين Promazine)، البرومازين دواء قوي، يُستعمل لعلاج الذُّهان، ولا أعتقد أنه يُناسب حالتك، لأن آثاره الجانبية أيضًا كثيرة، قد يُخفض الضغط وأشياء أخرى، لكنّ الكويتيابين أراه داعمًا ممتازًا جدًّا لعقار (بوسبار) وبقية الأدوية التي تتناولها.

بالنسبة لملاحظتك حول الـ (إفيكسور Efexor) والذي يُعرف علميًا باسم (فينلافاكسين Venlafaxine) يرفع الضغط لدى بعض الناس، وهذا الارتفاع لا يكون مخيفًا، خمسة إلى عشرة درجات، لكن طبعًا إذا كان الإنسان أصلاً لديه قابلية لارتفاع الضغط لديه ربما تحدث إشكالات مع تناول هذا الدواء.

بالنسبة للدواء الآخر الذي ربما يُسبب ارتفاعًا في ضغط الدم هو عقار (دولوكستين Duloxetine) والذي يُسمَّى (سيمبالتا Cymbalta)، ويعمل بنفس طريقة الإفيكسور، أي أنه يعمل على الـ (سيروتونينن Serotonin) والـ (نورأدرينالين Norepinephrine) في نفس الوقت، وهو أيضًا قد يؤدي إلى ارتفاع في ضغط الدم.

أمَّا بقية الأدوية فلا تُسبب ولا تؤدي إلى ارتفاع في ضغط الدم.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً