الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحس بألم في جهة القلب.. هل ما أعاني منه يدعو للقلق؟

السؤال

السلام عليكم.

لا أعرف من أين أبدأ، أنا مريض مند سنوات بمرض نفسي، الآن أتناول عقار nepzan 10 mg أحس بتحسن تدريجي، لكن ما يقلقني هو أني منذ ثلاث سنوات أصبحت أحس بألم في جهة القلب، وفي بعض الأحيان أحس بنبضة تكون قوية بعض الشيء ومسموعة، البارحة مثلا عندما أردت النوم أحسست بشيءغريب وكأنها دوخة مع الإحساس بشيء في الصدر وكأنه الموت، هذه الأشياء تبعثر فكري، علما أني مقبل على امتحانات.

أرجوكم ما العمل؟ هل هي بداية ظهور أعراض مرض القلب؟ وما أريد الإشارة إليه أنني أدخن علبة سجائر في اليوم الواحد، لكني بدأت أخفضها.

تفكيري مرتبك ما بين الإقلاع عن التدخين وأني مريض بالقلب، أنا في ورطة.

أرجوكم، أريد ردكم، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى لك العافية والشفاء.

عقار (نيبزان nepzan) عشرة مليجرام يُسمَّى علميًا (أولانزبين Olanzapine) وهو من الأدوية النفسية الرئيسية، يُعطى في حالات معينة، وأنا متأكد أن الطبيب قد شرح لك تشخيص حالتك، ولا بد أن يكون هنالك سبب طبي نفسي واضح لتناول هذا الدواء.

الدواء أؤكد لك أنه دواء سليم، وأنه دواء فعّال جدًّا، وكل الذي تحتاجه هو الاستمرار عليه حسب تعليمات الطبيب، والمتابعة مع طبيبك كما هو مُخطط له، وأن تجري فحوصات طبية عامة مرة كل ستة أشهر مثلاً، تتأكد من مستوى قوة الدم لديك، ومستوى السكر، ومستوى الدهنيات، ومستوى فيتامين (د) وفيتامين (ب12)، ووظائف الكلى والكبد، ووظائف الغدة الدرقية.

هذه الفحوصات فحوصات روتينية مهمّة، لأن الـ (نيبزان) في بعض الأحيان قد يزيد الوزن عند الإنسان، وقد ينتج عن ذلك زيادات بسيطة في مستوى السكر في الدم أو ارتفاع في مستوى الدهنيات، هذا الأمر نادر الحدوث، ويجب ألَّا يُسبِّب لك أي همٍّ أو إشكالية، أنا ذكرتُه فقط كنوع من الإجادة والرعاية الطبية الرصينة.

الأعراض التي تعاني منها من وجهة نظري ناتجة من قلق بسيط، شعورك بالشيء الغريب وكأن هناك دوخة مع إحساس بشيء في الصدر: هذا انقباض في عضلات القفص الصدري، والإنسان حين يكون لديه قلق شديد كان أو بسيطًا يحسّ بهذه الانقباضات في عضلات الصدر، لأن التوتر النفسي الداخلي ينعكس على بعض عضلات الجسم، وأكثر العضلات تأثُّرًا هي عضلات الصدر، الموضوع لا علاقة له أبدًا بأمراض القلب لا من قريب ولا من بعيد، فأرجو أن تطمئن تمامًا.

لكن – أيها الفاضل الكريم – الإقلاع عن التدخين أمرٌ مهمٌّ جدًّا، لأن التدخين أولاً بالنسبة لك يفقد فعالية الـ (نيبزان) بنسبة خمسة وعشرين بالمائة، هذا أمرٌ مؤكد، النيكوتين يُضعف من مستوى الدواء في الدم، وثانيًا: تعرف أنت أضرار التدخين وأنه يؤدي إلى (أمراض القلب، أمراض الجهاز التنفسي) ولا خير فيه، فأنا أنصحك حقيقة بالتخلص من التدخين.

وأنصحك بالقيام بممارسة تمارين رياضية منتظمة، (تمارين المشي، تمارين الجري، لعب الكرة، السباحة) هذه حقيقة تُجدد طاقاتك النفسية وطاقاتك الجسدية، وقطعًا تزيل عنك هذا الشعور والإحساس في منطقة الصدر، إذًا الرياضة يجب أن تكون جزءًا أساسيًا في علاجك.

هذه هي نصيحتي لك، ولا أعتقد أنك في حاجة لأي أدوية أخرى، واجعل نمط حياتك دائمًا نمطًا إيجابيًّا، بجانب ممارسة الرياضة عليك بالنوم الليلي المبكّر، وتجنب النوم النهاري، وحافظ على وزنك، رتب وقتك بحيث إنك تُوفي بواجباتك الدراسية، والصلاة يجب أن تكون في وقتها، هذا أمرٌ ضروري جدًّا وهو أولى الأوليات، احرص على أذكار الصباح والمساء، واحرص على صلة الرحم، كن شخصًا فعّالاً ومفيدًا في أسرتك، بر الوالدين إن شاء الله فيه خيري الدنيا والآخرة.

فإذًا هذه هي الأسس التأهيلية التي تفيدك إن شاء الله كثيرًا، وأرجو – أيها الفاضل الكريم – أن تُراجع وتتابع مع طبيبك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً