الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف تتعامل المرأة مع الزوج الذي يرفع صوته عليها؟

السؤال

السلام عليكم.

هل يحق للزوج رفع صوته على زوجته أمام أهله بسبب أو بدون سبب؟ لما حدثت مشكلة بسبب هذا الموضوع تدخل أهله في المشكلة، ووقفوا في صف ابنهم، وصرخوا علي، وقالوا أنه يجب علي التحمل، وأن المرأة التي تريد الستر يجب أن تتحمل وتصبر فالرجال كلهم هكذا، وأن عقلي صغير، ولم يشعروا ابنهم بخطئه، لأن كل الرجال عندهم يتصرفون هكذا، ويرفعون أصواتهم على زوجاتهم، حتى لو كان عمرها 60 سنة فإنها تهان أمامنا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يهدي زوجك وسائر الرجال لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلَّا هو، وأن يُلهمنا جميعًا السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادر عليه.

كان رسولنا -صلى الله عليه وسلم- ألطف الناس بأهله، وكان في بيته ضحَّاكًا بسَّامًا يُدخل السرور على أهله، والكمال للناس جميعًا أن يسيروا بهدي النبي -عليه صلاة الله وسلامه-.

وإذا وجد في الرجال مَن يرفع صوته فعلى المرأة أن تصبر، ورفع الصوت لا يُعبّر عن الاحترام، ولا يُعبّرُ عن المطلوب، ولكن إذا حصل ذلك أرجو أن تأخذ المشكلة حجمها، فلا يحق لرجل أو لأي إنسان أن يرفع صوته على الآخرين، وإنما ينبغي للإنسان أن يتكلّم بقدر ما يُسمع منه، وتزداد خطورة رفع الصوت عندما يكون في الشجار وعندما يكون أمام الناس.

ولكن أرجو – يا ابنتنا – ألَّا تقفي طويلاً أمام هذا المشهد، ونتمنَّى أن يعتذر لك الزوج، وأن يُغيّر هؤلاء الأزواج المذكورون هذه العادة التي تزعم النساء أنها موجودة فيهم جميعًا، فإن الرجال عليهم أن يتأسُّوا بخلق سيد الرجال عليه صلاة الله وسلامه.

والزوج ينبغي أن يحترم زوجته، والزوجة كذلك تحترم زوجها، والزوجة بحاجة إلى أن تشعر بحبّ وأمان، كما أن الزوج بحاجة إلى أن يشعر بالتقدير والاحترام، والحياة الزوجية تقوم على الاحترام المتبادل.

مرة أخرى: نحن لا نؤيد ما حصل، لكن لا نرضى أيضًا أن يأخذ أكبر من حجمه، فما بين الرجل والمرأة – الزوج وزوجته – أكبر من مجرد رفع صوت أو موقف سالب نقف عنده طويلاً، فدعي الحياة تمضي، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يهدينا جميعًا للصواب.

ومن الضروري أن يُصحح الناس هذه المفاهيم، فلا يحق للرجال أن يرفعوا أصواتهم، لأن هذا يضرُّ بالعلاقة الزوجية، وهذا أيضًا يضرُّ بالجوانب التربوية، ويُنشئ أجيالاً أيضًا تفقد الثقة في الأم، وتكره الأب الذي يرفع صوته، وهذا له أضرار كبيرة جدًّا على البُعد الأسري كاملاً.

لذلك نتمنَّى تفادي مثل هذه المواقف، وأكرر لك الوصية بأن تأخذ المسألة حجمها، ونتمنّى أن يتواصل زوجك – أو الرجال – معنا، حتى نضع معهم النقاط على الحروف ويسمعوا توجيهات من إخوانهم الخبراء الرجال، ونسأل الله تبارك وتعالى لنا ولكم التوفيق والسداد.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً