الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يمنعني من الزواج أني لا أريد الإنجاب.. فهل أبحث عن عقيمة؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب، عمري ٣٩ سنة، لدي رغبة شديدة في النساء، لكن يمنعني من الزواج أني لا أريد الإنجاب؛ لأني لا أستطيع اتخاذ قرار، ولا أستطيع الحكم على الأمور بشكل جيد، ولا أستطيع تربية أولادي التربية الصحيحة، ولا أدري كيف سأحل أي مشكلة تتعلق بحياتهم أو بتربيتهم.

فهل أبحث عن عقيمة أو أصبر على النساء، وأحتسب الأجر أم ماذا أفعل؟ انصحوني.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أنس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك – أيها الأخ الكريم – في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُعينك على الحلال، وأن يُصلح الأحوال، وأن يسعدك بزوجة تُعينك على طاعة الكبير المتعال.

لا شك أن الرغبة في الزواج هي رغبة لدى الرجال ولدى النساء، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يضع في طريقك امرأةً عاقلة صالحة تُعينك على النجاح في هذه الحياة، والإنسان لا يترك الزواج إلَّا لعجزٍ أو فجورٍ كما قال عمر رضي الله عنه وأرضاه، وإذا كانت عندك الرغبة والميل، فلا يجوز لك الزهد في مسألة الزواج؛ لأن مَن تزوج فقد استكمل نصف الدِّين، فليتقِ الله في النصف الآخر.

أمَّا ضعفك في اتخاذ القرارات، فنحن ننصحك بأن تُحسن الاختيار، إذا اخترت امرأة عاقلة سديدة ديّنةً، فإنها ستُعينك على صعوبات الحياة، ومنها اتخاذ القرارات الصحيحة في موضعها الصحيح، والنساء لهنَّ أدوار كبيرة جدًّا في مسألة التربية، وفي مسألة التأثير على الأزواج، بل وراء كل عظيم امرأة، وهي عبارة صادقة، بل كثير من الفضلاء كانوا نتاجا لصالحات، فالبخاري ربَّته امرأة وتأثّر بصلاحها، والأوزاعي أخرجتُه إلى الدنيا أُمٌّ، قال العلماء في زمانه: (عجز الفضلاء والعقلاء والكرماء على أن يُربُّوا أبناءهم كما فعلت أُمّ الأوزاعي).

إذًا الحل في الإشكال هو أن تبحث عن زوجة صالحة عاقلة ديّنة، وستجد هذا النمط من النساء، وهنَّ ولله الحمد كثيرات، وتعرف ذلك من خلال والدتها، ومن خلال نضجها، ومن خلال أخوالها وإخوانها، ومن خلال مساعدة محارمك من النساء في الوصول إلى امرأة عاقلة تصلح لأن تكون سندًا لك، تُحقق لك ما في نفسك من الميل، وتُعينك على النجاح في اتخاذ القرارات، وتساعدك على التربية، بل يمكنها أن تقوم بالتربية الصالحة لأبنائك والبنات.

إذًا هذه دعوة إلى أن تُعجّل بأمر الزواج، فإن أيام العمر تمضي، والإنسان لا يمكن أن يستغني عن الزواج، ورسولنا يُفاخر بنا الأُمم يوم القيامة، وحتى الصُّلحاء والفضلاء الذين لم يتزوجوا من أمثال معروف الكرخي قال عنه الإمام أحمد: (لو تزوج معروف لكمُلَ أمرُه)، فكيف بنا نحن في زمن التقصير وفي زمن الفتن؟! فعجِّل بالزواج، وسر إلى الوصول إلى المرأة الصالحة صاحبة الدّين، وصاحبة الوعي، وصاحبة الخير والحرص، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً