الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتجاوز حزني على وفاة ابني؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

كيف أستطيع تجاوز حزني على وفاة ابني؟ حيث مرت سنة على وفاته ولا زلت أبكي، وأحس كأنه معي، أراه وأشم رائحته.

لم يستطع التنفس منذ الولادة، ووضع تحت التنفس الاصطناعي لمدة شهر إلى أن توفاه الله، لا أستطيع نسيان اللحظة التي اتصل فيها المستشفى ليخبروني بموته، حيث أشعر بنار تشتعل في صدري ولا تنطفئ إلا بذكر الله، وأن الخير في وفاته، وأن لي الأجر الكثير إن صبرت، وأقرأ كل الأحاديث الواردة عن رسول الله في وفاة الابن، ولكن ما تلبث تلك النار إلا أن تشتعل من جديد.

أصبحت لا أنام لا ليلا ولا نهارا، أحس أن جسدي يريد النوم وعقلي يظل مستيقظا غارقا في الأفكار، ولا أستطيع التركيز؛ حيث أصبحت أعاني من ضبابية في الرؤية، وأسرح كثيرا، أرجوكم كيف لي أن أتجاوز هذه الحالة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إكرام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

رحم الله ولدك، وأسكنه فسيح جنانه، ليس هناك أصعب من فقد وفراق الأحبة، ولكن هذه سنة الله في خلقه، ومما يخفف من مُصاب المسلم أن من مات صغيراً من أولاد المسلمين قبل أن يجري عليه القلم، فإنهم في الجنة.

ننصحك -أختي العزيزة- بالصبر والاحتساب في مصيبتك واسترجعي، احمدي لله على ذلك لتحوزي الأجر والثواب والخلف الصالح، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول:" إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته: أقبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم، فيقول: أقبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون: نعم، فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع! فيقول الله: ابنوا لعبدي بيتاً في الجنة وسموه بيت الحمد". رواه أحمد و والترمذي عن أبي موسى.

أختي الكريمة: مراحل الصدمة والمشاعر المرتبطة بها سوف تخف شيئاً فشيئاً في حال قمت بإجراء بعض التغييرات في مجريات حياتك اليومية، فأنت مررت بمرحلة الإنكار والاكتئاب والغضب، والآن وصلت لمرحلة الحزن والأسى، وعليك تخطي هذه المرحلة وصولاً لمرحلة التقبل.

وفيما يلي مجموعة من الإرشادات العملية التي سوف تساعدك على ذلك -بمشيئة الله-:
- صممي برنامجاً أسبوعياً بالأيام والساعات للنشاطات الروتينية التي تمارسينها، بدءاً من استيقاظك في الصباح وصولاً  إلى وقت النوم، واملئي البرنامج بشكل تام، واختاري أنشطة تحبين فعلها ويُفضل أن تكون خارج البيت.

- إذا كنت سيدة غير عاملة أنصحك بالمشاركة في عمل  تطوعي في المجتمع، مثل: دور حضانة لذوي الاحتياجات الخاصة، أو دور الأيتام، وقدمي لهم شيئا مفيدا للعب أو التعلم، وفي حال وجدت هذا العمل، أضيفي ذلك إلى البرنامج الأسبوعي.

-  تعرفي على الأمهات اللواتي عانين من فقدان أطفالهن، وتحدثي معهن عن مشاعرك الحالية، فهذا سوف يخفف عليك مشاعر الحزن التي تمرين بها الآن.

- احرصي أن تتواجدي قدر الإمكان ضمن عائلة أهلك أو عائلة زوجك الكبيرة.

- كلما تذكرت ابنك، ورغبتِ بالبكاء ومواصلة الحزن، قومي فوراً واختاري أي نشاط لتمارسيه سواء داخل أو خارج البيت.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً