الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حائرة هل أختار من ارتاح له قلبي أم أنفذ رغبة أبي وأكمل دراستي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

قبل طرح سؤالي أود أن أشكركم على مجهوداتكم، جزاكم الله خيرا، وسنظل ندعوا لكم ما حيينا ليل نهار.
أنا طالبة في السنة ما قبل الأخيرة على الإجازة، الحمد لله مواظبة على صلاتي وأذكاري، أحاول ما استطعت الالتزام بأوامر الله -عز وجل- ورسوله واجتناب نواهيه، تقدم لي خطاب كثر ولكن كان أبي يرفض دائما بدعوى أن أكمل دراستي وأحصل على الإجازة، وكنت أوافقه الرأي، فأنا لدي أحلام كثيرة، ولم أتمم حفظ كتاب الله -عز وجل- بعد.

مؤخرا تقدم لي شاب -اقترحه علينا الفقيه الذي أحفظ عنده القرآن- فيه كل مواصفات الزوج الصالح، وقد استخرت الله -عز وجل- وكانت أول مرة ينشرح فيها صدري لشخص ما، فدعوت الله -عز وجل- أن ييسر لي الأمر وإن كان فيه الخير أن يجعله من نصيبي، ولكن أبي رفض، وبعد أن رأى أنني قبلت به اشترط عليه أن أتم دراستي، مع أن أبي لا يرتاح كثيرا للرجل -الملتزم- ويريد تزويجي لعامي إن صح القول، ولكن هذا الخاطب رفض وقال: أنه لا يرضى لزوجته العمل، وإنه سيوفر لي كل ما أحتاج -إن شاء الله-.

أنا الآن في حيرة من أمري أختار من ارتاح له قلبي أم أنفذ رغبة أبي وأكمل دراستي؟ كما أخشى إن رفضت قوله صلى الله عليه وسلم "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير".

أتمنى أن تجيبوني في أسرع وقت، وأعتذر على الإطالة بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أختي الكريمة- في موقعنا، والموقع في خدمتكم ويسعد بتواصلكم، والجواب على ما ذكرتي:
بما أن هذا الخاطب صاحب دين وخلق حسن، وقد حصل الاطمئنان بالزواج منه بعد الاستشارة والاستخارة فينبغي أن تحرصي على الزواج منه، ونسأل الله أن ييسر لك ذلك.

وأما امتناع الوالد عن الموافقة بحجة إكمال الدراسة أو وضع شروط قد لا يقبل بها الخاطب، لا مبرر له، وهذا من العضل الذي حرمته الشريعة، بحيث يمنع الولي ابنته من الزواج من كفء لها، ولهذا أرى أن تجعلي من يقنع الوالد بشتى السبل الممكنة، واستمري في الدعاء، ولا ينبغي أن تستسلمي للأمر، واتخذي أساليب ضغط حتى يقتنع الوالد، لأن وجهة نظره ليست سديدة، وفيها عضل لك.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً