الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من وساوس في الطهارة والصلاة

السؤال

السلام عليكم

في 2010م تعرضت لحادث فأصبحت أخاف الموت، وجاءتني وساوس في الطهارة والصلاة، فذهبت لطبيب نفسي ووصف لي باروكسيتين، فأحسست بتحسن، لكن في 2012م عادت الأعراض تدريجياً.

رجعت لطبيب آخر، فوصف لي زولوفت، فلم أتحمل الدواء، ثم وصف لي سبراليكس فلم أتحمل الدواء، فأعطاني باروكسيتين مرة أخرة 20 ملغ و(برازيبام) لمدة عامين فتحسنت، ثم توقفت عن العلاج فرجعت الأعراض مرة أخرى، وظهرت أعراض أخرى مثل عدم تحمل الأجهزة الإلكترونية في العمل والبيت، وتنمل في الرجلين واليدين، وتعب وضيق نفس، هل هذه أعراض التوقف عن الدواء؟

علماً أنه مرت 5 أشهر على التوقف عن الدواء أو أني لم أشف بعد، وما هو الحل؟ في رأيكم؟ أرجو الرد.

وحفظكم الله.

السؤال الثاني: عندما كنت آخذ الباروكسيتين والأدوية الأخرى كنت أنسى الأشياء كثيراً فقط عند استعمال الدواء فهل هذه آثار جانبية؟

وشكراً.

إن ما تفعلونه يكون في ميزان حساناتكم إن شاء الله.

أنا استفدت من هذا الموقع كثيراً في الفتاوى وغيرها، أسأل الله أن يجزيكم خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Amir حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

دواء الباروكستين معروف أنه عند الانقطاع منه فجأة دون تدرُّج يُسبب ما يُعرف بالأعراض الانسحابية، وبالذات إذا كان استعماله لفترة طويلة وبجرعة كبيرة، فكلما طالت فترة الاستعمال كلَّما زادت حدة الآثار الجانبية عند التوقف الفجائي منه، وأنت لم تذكر إذا كنت توقفت عن الباروكستين بصورة مفاجئة أم توقفت عنه بالتدريج.

الشيء الثاني: طبعًا الأعراض الانسحابية عادةً تبدأ مباشرة بعد التوقف عن الدواء فجأة، وقد تحدث في اليوم الثاني، وتكون شديدة في الفترة التي تعقب التوقف عن الدواء فجأة، وكلما ابتعدت المدة عن التوقف من الدواء تقلُّ الآثار الانسحابية حتى تختفي عادةً، وتختلف من شخص لآخر - كما ذكرت - وتختلف بحسب مدة استعمال الباروكستين، وتختلف حسب الجرعة، فكلما كان الاستعمال لفترة طويلة كلما زادت حدة الأعراض الانسحابية، وتمتد هذه الأعراض لبضع أسابيع، وقد تمتد إلى لعدة أشهر؛ لذلك أظن أن أربعة أشهر فترة طويلة لاستمرار الأعراض الانسحابية، كما ذكرتُ هي عادةً تبدأ بعد التوقف، وتختفي بعد فترة.

الشيء الثالث: الأدوية لا تُسبب أو لا تؤدي إلى النسيان، النسيان غالبًا يكون من عدم التركيز الذي يكون نتيجة للمرض النفسي الذي يعاني منه الشخص، سواء كان قلقًا أو توترًا أو وسواسًا قهريًّا.

ارتباط النسيان - كما ذكرت في رسالتك، وأنت صادق - باستعمال الأدوية، لأن الأدوية عادة تُستعمل عندما تكون هناك أعراض شديدة، ولذلك يكون هنالك نسيان أخي الكريم.

في ختام هذه الاستشارة أوصي - حتى إذا رجعت لتناول الباروكستين - أن يكون هناك علاج سلوكي معرفي، هذا مهم جدًّا - أخي الكريم - لكي لا تعود الأعراض بعد التوقف عن الدواء، ولمساعدتك في عدم الرجوع لتناول الأدوية لفترة طويلة.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً