الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خوف وهلع بعد جائحة كرونا، فهل سأعود لطبيعتي؟

السؤال

السلام عليكم.

قبل ثلاثه أشهر أصبت بنوبة هلع جراء كورونا بعد فترة من التوترات، وأصابني أرق وتهيج بالقولون، وبعد أسبوعين تخلصت من الخوف من كورونا ولكن بقي معي الأرق، فأدخلني في مزاج سيء، وتكاثرت عندي التوترات، فذهبت للطبيب، وأعطاني (ريميرون 15 للنوم وبرينتلكس 20) لأنه كان عندي شرود بالذهن وقلق زائد، والحمد لله ذهب عني الشرود، وخفت التوترات، ولكن يا دكتور يأتيني وقت لا أصدق فيه أني وصلت لمثل حالتي، وترسم في مخيلتي مآلات سيئة لمستقبلي، وأني سأصبح مثل فلان، وألوم نفسي لوما شديدا ربما لأنني لم أتحكم فيها في بادئ الأمر، ولكني أرجع وأقول كله مكتوب ولعله خير.

أشكو من وساوس كثيرة في هذه الفترة وبعضها سخيف، ولكن عقلي لا يكف عن الاسترسال فيها، منها أقول في نفسي كيف مضت 3 أشهر ولم أشف حتى الآن؟!

وأشعر أني لا أحس بنفسي في بعض الأحيان، وما يؤرقني أن عقلي لا يستوعب كل هذا، وأحيانا تثار الشكوك حول عقلي للأسف، وهذا ولد عندي شعور بالغضب، وأشعر أني خسرت نفسي، وأحيانا أجد نفسي منشرحا، وأحيانا أخرى غاضبا على عكس حالتي الطبيعية، أصبحت أفكر في نفسي كثيرا، وأنا لم أتعود ذلك من قبل ربما خفت وضعفت، ولكن كل الناس تخاف وتضعف.

عندما أخاطب نفسي خطابا عقلانيا أجد الأمر أبسط من ذلك بكثير، وأني قد حملت الأمر فوق ما أطيق، فهل يا دكتور أعيش صدمة مثلا؟! أريد أن أعرف ماذا يحدث لي؟ وهل ستعود حياتي ونومي كما كان؟ الأمر كان خوفا بسيطا فلماذا انقلب لكل هذا؟ علما أنني أمشي وأخرج كثيرا، ولا أضغط على نفسي كثيرا هذه الفترة، فما هو الحل؟ وهل هناك أدوية تودون إضافتها؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

اضطرابات الهلع ازدادت جدًّا في زمن جائحة الكورونا، وهذا ثبت من خلال تقارير نشرتها هيئة الصحة العالمية، وتحكّم أو قوة الشخص ليست لها علاقة بهذه الأشياء، هذه الأشياء تحصل للناس غصبًا عنهم، وهذه طبعًا أعراض نفسية تحصل لبعض الناس، ولا تحصل لبعضهم، وليست لها علاقة بقوة الشخصية أو التحكم.

الحمد لله أنك تحسنت – أخي الكريم - والريمارون يُساعد جدًّا في موضوع النوم بهذه الجرعة التي ذكرتها، ولكنه ليس فعّالاً في القلق والاكتئاب في هذه الجرعة.

الـ (برنتلكس) دواء جديد نسبيًّا مقارنة بالأدوية الأخرى، وهو مفيد في الاكتئاب والقلق، ولكن حتى الآن لم يُجرَّب بصورة كبيرة حتى نستطيع أن نحكم عليه.

المهم أنه حصل تحسّنًا في حالتك، ولكن الآن ما زالت معك بعض أعراض الوسواس والقلق.

أنا أقترح أن تُغير البرنتلكس لدواء آخر، من فصيلة الـ SSRIS المجربة، مثل الباروكستين مثلاً، عشرين مليجرامًا. خفض البرنتلكس إلى عشرة مليجراما، وابدأ في الباروكستين بجرعة عشرة مليجراما – أي نصف حبة – ثم بعد أسبوع آخر اسحب البرنتلكس واجعل الباروكستين عشرين مليجرامًا، أي في خلال أسبوعين تكون سحبت البرنتلكس، وتكون على جرعة عشرين مليجرامًا من الباروكستين، واستمر عليه مع الريمارون، لأن الريمارون يُساعد في النوم، وإن شاء الله الباروكستين يُساعد في الوسواس والمخاوف التي معك، واستمر عليه لعدة أشهر، يفضل أن تكون ستة أشهر، حتى تختفي هذه الأعراض تمامًا، وتعود إلى حالتك الطبيعية، وبعد ذلك يتم التوقف منه بالتدرّج.

أمَّا الريمارون فيمكن الاستمرار عليه لفترة ثلاثة أشهر، ثم يتم التوقف عنه، واستمر على الباروكستين وحده، حتى تُكمل ستة أشهر، ثم أوقف الباروكستين كما ذكرتُ بالتدرّج، بسحب ربع الجرعة كل أسبوع حتى يتم التوقف منه تمامًا.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً