الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما سبب الأحلام المزعجة التي تنتابني؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا شابة بعمر 22 سنة، منذ 15 يوما مرضت وأصبحت أفكر كثيرا بالموت لدرجة أني عندما أنام أقول في نفسي لن أصبح، والحمد لله تشافيت، ولكني أصبحت أحلم بأحلام مزعجة جدا، مثل اليوم فقد حلمت بحلم مزعج استيقظت وصليت وقرأت القرآن، ولكن لا زلت أشعر بعدم الطمأنينة.

أرجو المساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

الذي يظهر لي أنك كنت تمرُّين بحالة من قلق المخاوف، ومن أكثر المواضيع التي يخاف منها الناس موضوع الموت، ونحن نريد من الناس أن تخاف الخوف المحمود لأن الخوف الشرعي من الموت يجعل الإنسان يعمل لما بعد الموت، ويجعل الإنسان لا يكون في غفلة، لا يكون كثير الذنوب والآثام والخطايا ويأتيه الموت، هذا خوف شرعي يُنبّه الإنسان لأهمية تفادي الذنوب، وأن يعمل الصالحات.

أمَّا الخوف المرضي فهو خوف غير مؤسس، خوف مُزعج، ويجب أن يُحقّر، وهو خوف يُثبط الإنسان ويُقعده عن العمل، والإنسان يتذكّر أن الأعمار بيد الله، وأن أمر الموت أمر لا نقاش حوله ولا جدال حوله، {إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر}، {إنك ميت وإنهم ميتون}، {كل نفس ذائقة الموت}.

والإنسان يعيش الحياة بقوة وبأمل ورجاء، وكما ذكرنا يسعى دائمًا لعمل الصالحات، وأن يسأل الله تعالى أن يُطيل عمره في عمل الصالحات، وأن يختم عمره وعمله بالباقيات الصالحات وبحسن الخاتمة.

الجوانب العلاجية الأخرى هي: أن تصرف انتباهك تمامًا عن هذا الذي يحدث، من خلال أن تشغلي نفسك بما هو مفيد، ركّزي على دراستك، أحسني إدارة وقتك، مارسي رياضة، احرصي على صلواتك في وقتها، وردك القرآني، وأذكار الصباح والمساء يجب أن تكون ثابتة وتكون دائمة لا انقطاع عنها، وتذكري أنك الحمد لله في بدايات سِنِّ الشباب، وقد حباك بطاقاتٍ عظيمة. هذا يجب أن يجعل تفكيرك تفكيرًا إيجابيًا ومفيدًا بالنسبة لك.

اسعي دائمًا في بر والديك، هذا فيه خير كثير وعظيم جدًّا، احرصي على أذكار النوم، كما أنه من الأفضل أن تتجنبي تناول أكل أطعمة ليلاً في وقت متأخر، يعني: إن كنت من الذين يتناولون طعام العشاء فأرجو أن يكون خفيفًا ومبكّرًا وخاليًا من الدسم، لأن الأحلام المزعجة أيضًا مرتبطة بهذه الحالات.

أيضًا في الفترة ما قبل النوم كوني في حالة استرخاء، وتأمّلي تأمُّلاتٍ جميلة، في أشياء طيبة، لأن تفكيرنا ما قبل النوم كثيرًا ما يُنقل إلى حياة النوم. ولا تحكي عن هذه الأحلام أبدًا، إن أكثرت من الحديث عنها فإن هذا يُسبب الكثير من المشاكل والقلق، وطبّقي ما ورد في السنة المطهرة: اتفلي على شقك الأيسر ثلاثًا، واسألي الله تعالى خير الأحلام، واستعيذي به تعالى من شِرِّها.

حتى أطمئن عليك تمامًا سأصف لك دواء بسيط جدًّا، دواء ممتاز لعلاج قلق المخاوف، الدواء يُسمَّى (سيرترالين) تناوليه بجرعة نصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجرامًا – تناوليها يوميًا لمدة أربعة أيام، ثم اجعليها حبة واحدة يوميًا لمدة شهرين، ثم نصف حبة يوميًا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقفي عن تناوله.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً