الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أرشدوني على دواء نفسي ليس له آثار جانبية.

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة، يتيمة، عازبة، عمري 31 سنة، لا أعمل، أعاني من القلق والتوتر خصوصا بعد العصر، أشعر بقلق، وانتفاخ في بطني، وألم في كتفي في الجهة اليسرى، وأخاف من أي أحد يطرق الباب، أكره أي زائر، لا أطيق أحدا.

ذهبت إلى الطبيب الباطني، وصرف لي دواء جرثومة المعدة، مع علاج للاسترخاء ومحسن للمزاج وفيتامين للأسف الشديد نسيت اسمهَم، ثم ذهبت لطبيب نفسي بضغط من الأهل، وصرف لي عدة أدوية، ومنعني من تناول الدواء النفسي الذي صرفه لي الباطني كنت لا أهتم بأسماء الأدوية، ولكن أتذكر الدواء الرئيسي وهو (سيبراليكس)، ولكن هذا الدواء أثر علي وخصوصا في المساء، صداع وخوف وو....، أريد دواء خفيفا محسنا للمزاج ليس له آثار جانبية -حفظكم الله-، مع العلم الدواء الذي صرفه لي الطبيب الباطني سوري ذات حبوب حمراء صغيرة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sumar حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى لك العافية والشفاء.
أختي الكريمة: أرى أن العلاج الرئيسي في حالتك هو تغيير نمط الحياة، أن تجعلي حياتك أكثر إيجابية، يجب أن يكون تفكيرك إيجابي، يجب ألَّا تتشاءمي، أن تُحسني إدارة وقتك، أن تشغلي نفسك بما هو مفيد، تتواصلي اجتماعيًا، تمارسي رياضة مثل رياضة المشي، مفيدة جدًّا، تحرصي على الصلاة في وقتها، ويكون لك ورد قرآني يومي، تحرصي على الأذكار، تقرئي الكتب المفيدة، تُشاهدي البرامج التلفزيونية المفيدة، يكون لك مشروع حياة أيضًا، مثلاً أن تبدئي في حفظ القرآن الكريم، أو أجزاء منه.

إذًا تغيير نمط الحياة هو الذي يُزيل هذا القلق وهذا التوتر، وأنا أرى أنه لديك شيء من عُسر المزاج، وأعتقد أن هذه هي الإشكالية الرئيسية بالنسبة لك.

الرياضة مهمّة جدًّا لإزالة كل الأعراض الجسدية، خاصّة الأعراض المتمركزة حول الجهاز الهضمي، والرياضة أيضًا تقوّي النفوس كما تقوّي الأجسام.

عقار (سبرالكس) من الأدوية الطيبة والجميلة، لكن بكل أسف لم يُوافقك. الدواء الذي أريد أن أنصحك بتناوله هو عقار (سيرترالين) هذا اسمه العلمي، ويُسمَّى تجاريًا (زولفت) و(لولسترال) وربما تجدينه في اليمن تحت مسميات تجارية أخرى، ابدئي في تناول هذا الدواء بجرعة نصف حبة فقط، الحبة تحتوي على خمسين مليجرامًا، تناولي خمسة وعشرين مليجرامًا لمدة عشرة أيام، يُفضَّل تناوله بعد تناول الطعام، ويمكن أن يكون تناوله في المساء، أو في الصباح.

بعد عشرة أيام من تناول هذه الجرعة اجعليها حبة كاملة، وهذه الجرعة هي الجرعة العلاجية الصغرى، وأعتقد أنها كافية بالنسبة لك، حيث إن الجرعة العلاجية الكليّة هي أربع حبات في اليوم، لكن لا أراك في حاجة لأكثر من حبة واحدة، لأني على قناعة تامَّة أن تغيير نمط الحياة سيُغيُّر كثيرًا في مزاجك، وبالتالي لا تحتاجين إلى جرعة كبيرة من الدواء، ويجعلك أكثر إيجابية.

تستمرين على السيرترالين بجرعة خمسين مليجرامًا يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، بعد ذلك اجعلي الجرعة نصف حبة يوميًا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقفي عن تناول السيرترالين.

السيرترالين يتميّز بأنه دواء خفيف، دواء غير إدماني، ولا يؤثّر أبدًا على الهرمونات النسائية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً