الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد علاجا فاعلا للخجل الشديد.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا أعاني من خجل شديد، أخجل أن أثير انتباه الناس، وأخجل من الإنكار على من لا أعرف في الشارع، وحتى من أعرف قليلا، وحين أكون مسبوقا في الصلاة وأقضي الركعة جهرا لا أركز كثيرا في ما أتلو، لأني أجهر بالقراءة، وأيضا في كثير من الأحيان أخجل من الإجابة في القسم أمام التلاميذ، وأظن لأن ذلك يثير الانتباه، وأخجل أيضا من إبداء رأيي الشخصي عندما نناقش موضوعا ما في المدرسة، وأظن أني أخجل أيضا من البنات، وعندما أصعد درجة عالية أمام التلاميذ في القسم لأقدم نفسي مثلا ترتعد أرجلي، لكني لا أخجل بين أصحابي وأجد راحتي، وكلما قربت صداقتي من شخص قل خجلي منه.

أرشدوني، مما أعاني بالضبط؟ كيف أتخلص منه؟ هل أداوم على فعل ما أخجل منه أمام الناس كي يزول الخجل؟ أريد علاجات تطبيقية ولا أريد أدوية.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إلياس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي العزيز: الخجل من المواقف الاجتماعية أمر غير مرغوب به، وتحديدا لشاب في مقتبل العمر، والذين بعمرك، تنمو شخصياتهم في هذه المرحلة وتتكون خصائصهم، لذا لا تجعل الخجل يسيطر عليك، لكي لا يصبح جزء من شخصيتك المستقبلية، وبالتالي سوف ينعكس ذلك سلباً على حياتك العملية والعائلية.

فيما يلي مجموعة من الإرشادات العملية، التي سوف تساعدك -بمشيئة الله- في التخفيف من حالة الخجل لديك:

- حدد جميع المواقف التي تخجل فيها، واكتبها، وكل ما كتبت موقفا ضع مبرراتك، أنت لماذا تخجل؟ مثال: أخجل عندما أقف أمام الطلبة، الآن اكتب مبرراتك: مثلاً: لأن عدد الطلبة كبير، لأني لا أجيد الإجابة، لأن المدرس حازم، وهكذا مع بقية المواقف، وبعد أن تنتهي من حصر المبررات لكل موقف اقرأها بعناية، وانظر هل المبررات تستحق هذا الخجل حسب الموقف؟! وكلما كتبت أكثر سوف تصبح أكثر وعياً وعقلانية على الأسباب، وبالتدريج سوف يقل عندك مستوى الخجل.

- خطط قبل حدوث الموقف، فإذا كان في الصف نشاط ما أو واجب ما، خطط قبل الحصة أنك سوف تقف وتجيب أولاً، ابق مُصراً على المشاركة، حتى وإن لم يطلب منك المدرس الإجابة.

- ابحث في ذاتك عن نقاط قوتك ولا تبحث فقط عن نقاط ضعفك، وحاول استغلال نقاط القوة وتوسعة مجالاتها، فهذا سيجعلك شخصا اجتماعيا أكثر مع الآخرين، وأكثر تفاعلاً وكفاءة.

- تدرّب وتعوَّد على قول كلمة (لا) عندما لا يتفق الموقف مع ذاتك ومع أفكارك، ولا تُجبر نفسك على مجاراة الآخرين إذا كنت غير مقتنع بما يقومون به أو يقولونه، ولا تقم بشيء لا تحبه، وكن واضحاً للآخرين وقل: لا، بصوت عالٍ مليء بالثقة.

- لا تعطِ الموقف أكثر مما يحتمل، فتأخرك عن الصلاة وقيامك لقضاء الركعة الأخيرة، يجب أن يتم بطريقة طبيعية بدون توتر أو رفعاً لصوتك، فالموقف لا يقتضي ذلك، بمعنى لا تكن ردة فعلك مبالغ فيها أو غير مساوية للفعل ذاته.

- حاول أن تشترك بنشاطات أو مهارات جماعية مثل: اللعب في فريق لكرة القدم، أو الاشتراك في نادي للسباحة، أو أي نشاط رياضي يتضمن مجموعة من الذين هم في عمرك.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً