الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الاكتئاب وقلة الثقة بالنفس.. ما الأدوية المناسبة لي؟

السؤال

السلام عليكم..

دائما أشعر أني أقل من الناس، ولا أستحق أي شيئا، ولا حتى أستحق أن يكون لي أصدقاء جيدون، أو إخوة أو أن أرتبط وأشعر دائما أني دميم الخلقة، فأنا أعاني من السمنة والتثدي.

كنت أحب فتاة، ولكنها رفضتني، وذلك زاد من كرهي لنفسي، وقلة ثقتي في نفسي.

أشعر بالحزن دائما، وعدم القدرة النفسية على فعل أي شيء، كما أني في الأوقات السعيدة كالأفراح والمناسبات، لا أكون سعيدا بل أمثل للناس أني سعيد.

دائما ما أفكر في المستقبل بشكل مفرط وأقلق منه.

أشعر أنني دائما سأتعرض للرفض وأني لا أستحق أي شيء.

ثلاث سنوات على هذه الحالة، وفي الفترة الأخيرة أصبحت أشعر أني لست واعيا بنفسي، عندما أغضب أو أفزع، لا أعلم من أنا وأكون متطرفا في رد فعلي.

لا أستطيع الذهاب لطبيب نفسي لعدم قدرتي المادية.

ما الأدوية المناسبة لي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

علاجك – أخي الكريم – في العلاج الدوائي والعلاج النفسي، والعلاج النفسي هو عن طريق تواصل مع معالجين نفسانيين، فإذا استطعت التواصل مع هؤلاء المختصين حتى ولو عن طريق النت، فهناك الآن جلسات نفسية – أو بالأحرى مهارات نفسية – تؤدي إلى تدعيم الذات، وزيادة الثقة في النفس، من خلال أشياء مُحددة تفعلها بالتدرُّج حتى تستعيد الثقة في نفسك وتُدعّم ذات.

وإذا لم تستطع هذا العلاج فعليك أولاً عمل أهداف صغيرة في الأول، أهداف يسهل تحقيقها؛ لأنه كلَّما حقَّقت شيئًا ما فإن هذا يُعطيك ثقة في نفسك، وكلَّما أخذت ثقة في نفسك يمكنك إنجاز شيء آخر، وهكذا؛ فالثقة – أخي الكريم – مكتسبة من خلال الممارسة، هذا من ناحية العلاج النفسي.

أمَّا من ناحية العلاج الدوائي فلعلَّ الدواء المناسب لك والذي يُساعدك وآثاره الجانبية قليلة، ويمكن تحمُّله، هو دواء الـ (فلوكستين) أو كما يُعرف تجاريًا باسم (بروزاك)، وجرعته عشرون مليجرامًا، تبدأ في تناوله بعد الإفطار يوميًا، وإذا بدأته فعليك الاستمرار فيه لفترة لا تقل عن ستة أشهر؛ لأن مفعوله مفعول تراكمي، أي: يأتِي مفعوله بالاستمرار في تناوله لفترة من الوقت، وليس أخذه لفترة قصيرة، والفترة الأولى التي يظهر بعدها تأثير واضح هو على الأقل ستة أسابيع، ثم تستمر عليه لتدعيم هذه الفائدة، ولعدم حدوث انتكاسات إذا توقفت منه قبل مرور ستة أشهر، والشيء الطيب أنه لا يحتاج للتدرّج في التوقف عنه، يمكن التوقف عنه مباشرة.

وفقك الله، وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً