الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كلما وجدت فتاة للزواج أتردد أملا في الحصول على أفضل منها!

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب عمري ٢٨ سنة، وصاحب شهادة عليا، أعاني من حالة غريبة، حيث كلما وجدت فتاة مناسبة للزواج، تبدأ عندي حالة كثرة التفكير بأن هذه الفتاة غير مناسبة، وأستمر في لوم نفسي بأني مستعجل بفكرة الزواج، وأني تعجلت باختيار هذه الفتاة، وكان علي الصبر حتى أجد فتاة أحسن وأنسب، وعندما لا يتم الموضوع أعود طبيعيا، وتكررت هذه الحالة مع كل فتاة جديدة، فأرجو منكم مساعدتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حيدر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي العزيز: أتفق معك بالرأي أن الاختيار صعب في هذا الموضوع، وتحديداً في الزمن الحالي، ولكن من المهم أن لا تكون شخصيتك من النوع المترددة بطبيعتها، فهذا يزيد الأمر تعقيداً.

فيما يلي مجموعة من الإرشادات العملية، التي سوف تساعدك في تخطي هذه المشكلة:
- اختيار الزوجة يتم عبر شقين الأول: عقلي يعني وجود التكافؤ الاجتماعي والثقافي والديني بين الشاب والفتاة الذي يريد أن يرتبط بها، إلى جانب وجود مساحات مشتركة بينهما، وقدر من التوافق بين الأسرتين. والشق الثاني: هو الميل العاطفي، من خلال شعور الشاب أن هذه الفتاة قريبة إليه.

- حدد  المواصفات التي تريدها في الزوجة، لأنه من الطبيعي أنه بدون تحديد لن تستقر على رأي، وربما في النهاية ترتبط بفتاة لأنك تعبت من البحث، مما يثير المشاكل بينكما لأنك سوف تكتشف أنه ليس فيها أي صفة من الصفات التي كنت تتمناها في الفتاة.

- احصر خياراتك، بمعنى إذا زرت مجموعة من البيوت ولنفترض عشرة، هنا ابدأ بحصر الخيارات بناء على شروطك، فهذا سوف يسهل عليك وعلى أهلك المهمة، أما البحث دون توقف لن يجدي نفعاً، وسوف تتيقن أن الكمال لله وحده، ولن تجد من تجتمع فيها كل الصفات، لأنك أنت أيضاً أو أي شخص مقبل على الزواج لا تجتمع فيه كل الصفات أيضاً، لذا عليك أن تحصر خياراتك بثلاث من عشرة مثلاً، وتختر منهن الأقرب إليك.

- إحساسك أنك لو اخترت واحدة، ربما تندم، لأنه يوجد أفضل منها، هذا الإحساس سوف يبقى يساورك حتى بعد الزواج، كما يساور الفتاة أيضاً، فالكل يقول في نفسه لو صبرت قليلاً، لو أخذت فلانة فهي أجمل وتبدو ذات شخصية قوية، ولكن، سوف تستنتج أن الكمال غير موجود حتى فيمن تعتقد أنها الأجمل والأفضل من جميع الجوانب.

- أنصحك بضرورة وجود فترة خطوبة بينك وبين الفتاة التي سوف ترتبط بها، فذلك يعزز معرفة كل منكما بالآخر، واحذر من الخلوة بالفتاة دون محرم، فعن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:" لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم"، وروى الطبراني عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:" من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخلون بامرأة ليس بينها وبينه محرم".

- أذكرك بحديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه الشَّيخان عن أبي هُرَيرة - رضي الله عنه -: ((تُنْكَحُ المرأةُ لأربع: لمالِها، ولحسبِها، وجمالها، ولدِينها، فاظفرْ بذات الدِّين تَرِبتْ يداك))، وقال: ((المَرْأة تُنْكَح على دِينِها، ومالِها، وجَمالها، فعليْك بذات الدِّين ترِبتْ يداك))؛ رواه مسلم عن جابر.

- صل صلاة الاستخارة -يا عزيزي-، فالاستخارة تريح القلب، وتجعلك أكثر اطمئناناً لقرارك.

وفقك الله في اختيارك، ورزقك الذرية الصالحة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً