الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تضيق نفسي بسبب بخل أبي.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أبي بخيل لدرجة عالية من البخل، يفضل جمع المال ويسير في الشارع وفي عمله بملابس بالية، في الفترة الأخيرة كان فرح أختي، وكان كل تفكيره بالمال فقط، حتى لم يفرح لزواج أختي، لم يشتر أي ملابس جديدة للزفاف لنفسه أو حتى لأخوتي.

أصبحت لا أخرج من المنزل مع أقراني وأصدقائي، وبدأت أقطع علاقتي معهم بسبب أن ليس معي المال لكي أنزل من البيت، حيث أنني طالب في كلية طبية، وليس عندي المقدرة على العمل مع الدراسة، مع مرور الوقت بدأ الكره يتوغل إلى قلبي اتجاهه، ولم أعد أتحمل النظر إليه أو إلى ملابسه البالية التي تسبب لي الخجل عندما يراه أحد أصدقائي.

دائما ما أشعر بأني أقل من زملائي، وحينما كنت أحتاج للخروج معهم كنت آخذ من والدتي المال ربي يحفظها لي، فكان دائما ما يقول لي أنني أعيش في مستوى أعلى من واقعي وأني مرفه، مع العلم أن خروجي لا يكلف أكثر من عشرون جنيها مصريا، مع العلم أن والدي موظف، ووالدتي موظفة، ووالدي لديه عمارة سكنية ملكه يأخذ منها دخل شهري ليس بالقليل، ومعه المال الذي يكفينا ويفيض، ولكنه بخيل أشد البخل على نفسه وعلى أولاده.

بالتالي ضاقت نفسي ودخلت في حالة اكتئاب شديدة، وفي الآونة الأخيرة بدأ الموضوع يؤثر علي دينيا حيث بدأت في التقصير في صلاتي وفي علاقتي بربي، أصبحت لا أطيق حديثه الذي كله عن الماديات وكيفية إدخار المال، أصبحت أكرهه أشد الكره، لا أطيق الجلوس معه حتى، فهل أنا عاق لوالدي بهذه الطريقة؟ كيف أتخلص من شعور تأنيب الضمير بشأن عقوق والدي كيف أكون سويا نفسيا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أخي الكريم- في موقعنا، ونسأل الله أن ييسر أمرك، وأن يصلح حال أسرتكم الكريمة، وأما الجواب على ما ذكرت.

لا شك أن البخل داء، ويحتاج إلى معالجة لمن ابتلي به، وما ذكرته عن والدك - حفظه الله - عنه يحتاج منكم إلى أمور لا بد منها حتى تساعدوه على الخلاص منه، ومن ذلك أن ينصح برفق ولين من قبل من يمكن أن يؤثر عليه، وأن بيبن له أن الإمساك عن الإنفاق فيما ينبغي الإنفاق فيه مذموم شرعا، وأكثروا من الدعاء له بأن يقيه الله شر البخل.

وأما ما قصر فيه الوالد من النفقة عليك، وخاصة في الأمور الضرورية والحاجية، فالذي أراه كنصيحة لك أن تصبر على ما جرى، وأن تقترض مالا من بعض الأهل أو الأصدقاء، ثم تسدد الدين عندما يتسر لك، إذا علم أن عليك دين، فإنه قلبه قد يرق ويسدد دينك -إن شاء الله-، ولا ينبغي أن تكره الوالد ولو كانت فيه هذه الصفة، ولا شك أن الكره للوالد من العقوق، والذي يلزم عليك أن تبر وتحسن إليه، فإنه إن قصر في حقك فلا تقصر في حقه، كما أنه لا ينبغي لك أن تنهزم نفسيا وتصاب بالاكتئاب، فالأمر سهل ولا يستحق كل هذا، وأنت المستقبل أمامك ويمكن أن يتغير حالك إلى الأحسن، ولا بد أن تكون قويا أمام المشكلات، فأكثر من الذكر والاستغفار ومن قول لا حول ولا قوة إلا بالله، كان الله في عونك، وعليك أن تكون أكثر قربا من الله في طاعته حتى يصلح حالك، ولا يجوز أن تكون هذه المشكلة مؤثرة عليك في طاعة الله.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً