الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل ترون أني مصاب بثنائية القطب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

منذ أربعة أشهر مررت بضغوط نفسية عائلية، حيث قلقت وخفت كثيرا على والدتي التي علقت في دبي ولم تستطع العودة إلى تونس بسبب الكورونا، وتزامن ذلك مع إحباط علاقة عاطفية.

في بداية الأمر كنت لا أستطيع النوم ولا الأكل، تطورت معي الحالة، وأصبحت أشعر بضغط شديد، وتشتت وقلق وضيق، وقررت حينها الذهاب إلى طبيب نفسي، قال لي أنه مجرد قلق ووصف ليlexomil حتى أستطيع النوم، لكن دون فائدة، تطورت حالتي إلى حزن شديد، أهملت نفسي، لم أعد أستمتع بشيء، فقدت الفرحة والراحة النفسية، عندما عدت إلى الطبيب شخص حالتي بالاكتئاب، ومع lexomil أضاف دواء ( retabliss) ما يعرف بسيبرالكس نصف حبة لمدة شهر، لكن دون جدوى رغم مضاعفة الجرعة، قرر تغيير الدواء، فوصف لي olanza نصف حبة في الليل، و zenexor حبة في الصباح وفي الليل.

بعد أقل من شهر تحسنت حالتي وأصبحت طبيعيا، فرحت كثيرا، وتوقفت عن تناول olanza، لكن بعد عشرة أيام عاودني قلق شديد ورعشة، وحرقة في اليدين، فعدت إلى تناول olanza بعد استشارة الطبيب، اختفت الأعراض بعد تسعة أيام، وتحسنت حالتي، وأصبحت طبيعيا، لكن مع الأسف بعد عشرة أيام عدت إلى نفس الحالة قلق وضغط شديد، الطبيب رجح أن حالتي تطورت من الاكتئاب إلى اضطراب المزاج ثنائي القطب، وضاعف لي دواء olanza إلى حبة في الليل، مع العلم أن الفترتين التي تحسنت فيها حالتي، وعدت إلى نشاطي الطبيعي لم ألاحظ على نفسي أي شيء من أعراض ثنائي القطب،
فما هو رأيكم في حالتي؟

مع جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سامي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لم أجد في كل ما ذكرته في استشارتك أي أعراض للاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية يتميَّز أولاً بوجود نوبة اكتئاب رئيسية، وبعدها تحصل نوبة هوس أو شبه هوس، وهكذا ينتقل الشخص من نوبات اكتئاب أو نوبات هوس أو شبه هوس، وكل الأعراض التي ذكرتها هي أعراض اكتئاب وقلق وتوتر، ولم أجد أي أعراض هوس أو شبه هوس في رسالتك هذه، ولا أدري هل لم تذكرها أم الطبيب لاحظ أشياء لم تذكرها أنت في استشارتك هذه؟

على أي حال: أنا طبعًا أحلِّل بما قمت بكتابته أنت، وما كتبته وسطّرته كلها أعراض قلق واكتئاب.

وهناك عدة تفسيرات لمسألة الـ (أولانزبين)، الأولانزبين، من أنه مضاد للذهان، ولكنه في نفس الوقت مضاد للاكتئاب ومُهدئ، ومفيد جدًّا عند إضافته لمضادات الاكتئاب الأخرى، وهذا قد يُفسّر استفادتك منه.

الشيء الآخر: هو أنك قد تحتاج إلى علاج نفسي مع العلاج الدوائي، بعض الناس العلاج الدوائي وحده ليس كافيًا، وبالذات إذا كانت عندهم استعداد للقلق وللتوتر في مكون الشخصية، هنا العلاج النفسي مهمٌّ جدًّا، وبالذات العلاج السلوكي المعرفي، يُساعد مع العلاج الدوائي، ويكون مهم جدًّا أنه عندما يتم التوقف من الأدوية لا ترجع أعراض الحالة.

فإذًا تحتاج إلى تقييم آخر للوصول إلى التشخيص السليم بالنسبة لحالتك، وتحتاج – كما ذكرتُ – إلى علاج نفسي (علاج سلوكي معرفي) مع الأدوية التي تستعملها.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً