الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل القلق هو السبب في أعراضي الجسدية؟

السؤال

أشكركم على هذا الموقع الجميل.

أرجو من الدكتور محمد عبد العليم الإجابة على سؤالي.

عمري 20 سنة، ومنذ عام تقريبا وأنا أشعر بضيق في التنفس، بدأ معي تحديدا بعد ترك خطيبي لي بشكل مفاجئ، مع أني أحببته كثيرا، وظللت طوال ذلك اليوم في حالة قلق شديد، وبكيت كثيرا لدرجة أني أصبت بضيق في التنفس، وكان شديدا، مع غصة في القلب، لم أهتم كثيرا، لكن من بعدها لازمني ضيق التنفس المستمر، وذات يوم كنت أذاكر وشعرت أنه ازداد مع خدر في اليدين، وتغير في الرؤية، وشعرت أني سأموت، فصرت أرتجف من خوفي من الموت، مع دوخة وتسارع، وبعدها ذهبت لطبيب القلب، وأجريت كل الفحوصات المتعلقة بالقلب وصورة دم وايكو، وتخطيط.. الخ، كلها سليمة عدا كسل بسيط في الغدة الدرقية، وأتناول ثيروكسين.

بعدها بفترة تعبت في الليل، فذهبت للطوارئ، وعملت صورة أشعة للصدر، وفحص الأكسجين، وكل شيء سليم، رغم أني كنت أحس بدوخة وتنميل وضيق شديد وقلق.

عندما تشتد علي حالة ضيق التنفس (غالبا في الليل أو عند الانفعال) أصاب بفرط التهوية، والشعور أني سأموت مع تنميل حول شفتي، وألم في الصدر، وجفاف في الفم، وغصة في الحلق، لا أعرف أبلع وأحيانا ألم في ظهري، ورقبتي وكتفي ومعدتي بسبب شدة فرط التهوية.

حاليا أعراضي الدائمة هي:
ضيق تنفس يزداد ويخف، صعوبة بلع، وكتلة في الحلق أو المريء، ألم رقبة، وظهر، وكتفين، ومعدة، وتجشؤ مزمن، وعدم تركيز.

أرجوكم ساعدوني فلقد نزل وزني، وأشعر بأني على وشك البكاء من الحزن على ما حصل لي، وجميع الأطباء يقولون إن لدي قلقا وليس أكثر من ذلك.

أعتذر على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لورا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، أسأل الله لك العافية والشفاء، كان لديك استشارة رقمها 2427558 أجاب عليها الأخ الأستاذ الدكتور عبد العزيز أحمد عمر بتاريخ 23/4/2020 أي قبل أربعة أشهر ونصف، وفي استشارتك هذه أوضحت أنك قد افتقدت خطيبك، وهذا كان له مآلات نفسية سلبية شديدة عليك، حدث لك ما نسميه بعدم القدرة على التكيف أي عدم القدرة على التوائم مع الوضع الجديد.

كثير من العلوم النفسية والسلوكية تهتم كثيراً بموضوع الخسارة أو الفقد أن يفقد الإنسان شيئاً مهماً في حياته، هذا له تبيعات نفسية على بعض الناس يحدث عسر في المزاج، توترات، قلق، اجترار لذكريات تلك العلاقة، أحلام مزعجة، أعراض جسدية كالتنميل كالخدر، القولون العصبي، الصداع التوتري، الشعور بالكتمة في الصدر هذا كله موجود أيها الفاضلة الكريمة.

إذاً الذي حدث لك هو عدم قدرة على التوائم، ظهر في شكل أعراض قلق نفسي وتوتر وشيء من المخاوف والوسوسة البسيطة، وتجسد هذا الأمر كله وظهر في شكل أعراض جسدية أيضاً، وهذا نسميه بالحالة النفسوجسدية، -إن شاء الله- الموضوع بسيط جداً مع مرور الأيام سوف تختفي الأعراض، سوف تقل، وسوف تتقلص تماماً، لأنها أعراض مكتسبة وناتجة من حدث حياتي معين، لكن يظهر أنه أيضاً لديك الاستعداد للقلق والتوترات، قد تكون شخصيتك شخصية حساسة بعض الشيء.

أنصحك بالدعاء، الدعاء عظيم جداً، اسألِ الله تعالى أن يرزقك زوجاً صالحاً هذا مهم جداً، ويجب أن يكون بيقين وقناعة وتدبر، عليك أن تفكري أنك -الحمد لله تعالى- صغيرة في السن، في بدايات سن الشباب، وهذه العلاقات تحدث وإن كان فيها خيراً تستمر هذه العلاقة وتنتهي بالزواج، لكن ما دام ليس فيها خيرا حسب ما هو مكتوب ومقدر فقد تنتهي العلاقة، يجب أن تنظري إلى الأمور بهذه الكيفية.

ويجب أن لا تعطلي حياتك أبداً، بالرغم من وجود هذه الأعراض، يجب أن تركزي على دراستك، أن تحرصي على صلواتك في وقتها، أن تكوني بارة بوالديك، أن تكون لديك تفاعلات أسرية إيجابية، أن ترفهي عن نفسك بما هو طيب وجميل، وممارسة الرياضة يجب أن تكون جزءاً من حياتك، وكذلك التمارين الاسترخائية، أرجو أن تفتحي اليوتيوب للحصول على أحد تمارين الاسترخاء الجيدة، وتطبقيها حسب ما هو وارد من محتوى، تمارين مفيدة جداً، هذا هو الذي أنصحك به، وأرجو أن لا تتشككي حول صحتك، صحتك إن شاء الله سليمة.

وأنا أود أن أنصحك بدواء مزيل لقلق المخاوف التوتري، دواء سليم غير إدماني، لا يؤثر على الهرمونات النسائية، الدواء اسمه سيبرالكس هذا هو اسمه التجاري ويسمى علمياً استالبرام، أنت محتاجة لجرعة صغيرة ابدئي بنصف حبة أي 5 مليجرام يومياً من الحبة التي تحتوي على 10 مليجرام، تناوليها لمدة 10 أيام، بعد ذلك اجعليها حبة واحدة أي 10 مليجرام تناوليها يومياً لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعليها نصف حبة يومياً لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقفي عن تناول الدواء.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.. وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً