الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هو أحسن دواء للتخلص من الهلع والاكتئاب؟

السؤال

أنا عندي ٢٠ سنة، ومنذ ثلاث سنوات كان عندي نوبات هلع شديدة وضيق في التنفس، وكل أعراض نوبات الهلع.

ذهبت إلى طبيب وقال لي: خذ السروكسات ١٢، فأخذته لمدة سنتين، ثم أوقفت الدواء بتدريج، وجاءت نوبات الهلع مرة ثانية، ثم ذهبت إلى الدكتور ووصف لي (سيروكسات ٢٥) لمدة ٦ أشهر، وعدت ٦ أشهر، ثم نزلت إلى ١٢ملي جرام، وأريد أن أتوقف عن أخذ (سيروكسات) لأن عندي الاكتئاب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأنت لديك استشارة سابقة رقمها (2406707) أجبنا عليها بتاريخ 3/4/2019، ومحتواها أيضًا كان حول المخاوف النفسية ودواء الزيروكسات.

الزيروكسات دواء فعّال جدًّا لعلاج الاكتئاب النفسي، ويُساعد كثيرًا أيضًا في علاج المخاوف بجميع أنواعها، خاصة الخوف الاجتماعي ونوبات الهلع، لكن – يا أخي – أي دواء لا يمكن أن يؤدي فعاليته كاملة إذا لم نستصحبه بتغيير نمط حياتنا لنجعله نمطًا إيجابيًا، ونوبات الهرع والفزع هذه وما ينتج عنها من أعراض جسدية - كضيق التنفس وتسارع ضربات القلب – معروفة، وكثيرة، وهي ليست خطيرة أبدًا، لكنها مزعجة.

وجد أن الذين يمارسون الرياضة بانتظام وباستمرار، ويقودون حياتهم بصورة حياتية، لا يتركون مجالاً للفراغ الذهني ولا للفراغ الزمني، الإنسان الذي يقوم بواجباته الاجتماعية، الذي يُرفّه عن نفسه بما هو طيب وجميل، الذي يُصلي الصلاة في وقتها، ويكون حريصًا على الأذكار وتلاوة القرآن وصلة الرحم وبر الوالدين، وإتقان العمل، أيًّا كان هذا العمل، إذا كان الإنسان طالبًا في مرفق دراسي، أو عاملاً، أو موظفًا، يجب أن يُجيد عمله ويُجيد دراسته.

هذه – يا أخي – الأشياء التي تُحسِّن من الصحة النفسية، وتزيل حقيقة الصعوبات – كنوبات الهرع والفزع والوسوسة والقلق – نحن الآن نريد الناس أن تعيش صحة نفسية إيجابية، وهذه نقصد بها أن يحسّ الإنسان بقيمته الذاتية، ويحس أنه في سعادة، ويحس أنه إيجابيًا ومتوازنًا من ناحية المزاج والمشاعر والسلوك، ليس فقط عدم وجود أعراض نفسية هو الذي نبتغيه الآن، نحن نبتغي وننشد أكثر من ذلك، وهذا ليس صعبًا أيها الفاضل الكريم.

اتباع ما ذكرتُه لك من نمط حياة يُوصلك -إن شاء الله تعالى- لهذا المبتغى، ولهذا الذي تنشده وننشده نحن جميعًا.

التوقف من الزيروكسات ليس صعبًا، هو دواء بالفعل له آثار انسحابية إذا تعجّل الإنسان في التوقف منه، وأحسبُ أنك تتناول ليس الزيروكسات العادي، إنما الزيروكسات CR، وهذا آثاره الانسحابية الجانبية أقلَّ كثيرًا.

أنت الآن على 12,5 مليجراما، استمر عليها لمدة شهر، ثم بعد ذلك اجعلها 12,5 مليجراما يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ آخر، ثم 12,5 مليجراما مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة ثلاثة أسابيع، ثم توقف عن تناول الدواء.

لكن – يا أخي – سيكون من الأفضل أن تستشير طبيبك قبل التوقف عن الزيروكسات، هذا أفضل، وحاول أن تركز كثيرًا على الآليات العلاجية السلوكية أو الاجتماعية والإسلامية آنفة الذكر، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بها، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً