الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل عقار بروميثازين إدماني؟ وهل له بديل؟

السؤال

السلام عليكم.

د. محمد عبد العليم بعد السلام والتحية.

أنا مقبل قريبا جدا على إكمال دراستي في هذا العام، وقد سجلت ودفعت الرسوم الأولية، -والحمد لله- وأتمنى من الله أن أتحسن، وأن أشفى، وأن أكمل حياتي طبيعيا خاليا من كل مرض.

سؤالي- أنا في بداية شهر يوليو الماضي، ذهبت إلى طبيب نفسي شهير، وهو استشاري، وحكيت له الماضي كله، وأعطيته وصفاتي التي وصفها الأطباء، والتقارير التي كتبوها، سواء المعالجين لاضطرابات الأكل، أو المستشفى التي أقمت فيها في مصر، أو العلاج الطويل في السودان.

تفاجئت أنه أعطاني أنه دواء اسمه (25mg Promethazine)، حبة صباحا وحبة مساء، وهنا حياتي تغيرت، القلق اختفى تماما، كنت أعاني من آلام، لا أفسرها -صداع وكسل وخمول شديد وألم في الرقبة-، لم أفكر يوما منذ ثلاث سنوات أني سأدخل الجامعة، ولكن، هل هذا الدواء تعودي؟ أي إدماني؟ وهل له بديل؟

(نقطه مهمة) أنا أعتقد أني عموما لا أستجيب لمضادات الاكتئاب كلها، لذلك أرجو أن تصف لي دواء يخفف من الوساوس أو يعالجها ويخفف من قوة اشتهاء الطعام، ولا يكون من مضادات الاكتئاب.

حفظك الله ورعاك..

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ali حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.

أحسنت أنك قد تواصلت مع طبيب استشاري شهير ومعروف، والمتابعة أنا دائمًا أراها مفيدة جدًّا في مثل حالتك.

عقار (بروميثازين Promethazine) مشهور جدًّا ومعروف جدًّا، واسمه التجاري (فينيرجان Phenergan)، هو دواء أصلاً مضاد للحساسية، ولكنّه يستعمل أيضًا لعلاج التململ الحركي والانشداد العضلي الذي ينتج من تناول بعض الأدوية المضادة للذهان مثل الـ (هالوبيريدول Haloperidol)، أو الـ (كلوربرومازين Chlorpromazine)، وهذا الدواء أيضًا يُحسّن النوم بصورة ملحوظة جدًّا، وهو يعطي الإنسان شعورًا لطيفًا عامَّة، لذا بعض الناس قد يتعوّدون عليه، ولا أقول أنه دواء إدماني، لكنه دواء قد تستحسنه النفس، ولذا يجد الإنسان راحة معه كبيرة، ومن ثمَّ يستمر في تناوله، وربما تُرفع الجرعة تلو الأخرى.

أنا أرى أن تتناول نصف حبة في الصباح وحبة ليلاً، وبعد أسبوعين تتوقف عن نصف الحبة في الصباح، وتستمر على الحبة المسائية، لا بأس في ذلك، وحتى يكون هنالك مبرِّر جيد لتناوله أعتقد أنك يمكن أن تتناول عقار (ريسبيريدون Risperidone) بجرعة واحد مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين، ثم تجعلها اثنين مليجرام ليلاً.

الريسبيريدون بالرغم من أنه دواء مضاد للذهان أصلاً؛ لكنه بجرعات صغيرة يُساعد جدًّا في علاج الوسواس، ويُساعد في علاج التوترات والقلق.

وبالنسبة لمحسّنات المزاج الأخرى هنالك عقار يُسمَّى (ويلبيوترين Wellbutrin) هذا هو اسمه التجاري، واسمه العلمي (بوبروبيون Bupropion) ويعرف أيضًا باسم (زيبان Zyban)‏، دواء جيد جدًّا؛ لأنه يُقلِّلُ الشهية نحو الطعام، وفي ذات الوقت يُحسِّن من اليقظة عند الإنسان، فإذا وجدتَّه يمكن أن تتناوله بجرعة حبة واحدة في الصباح (150 مليجرام) يوميًا لمدة شهرين إلى ثلاثة، وإذا كان تفاعلك معه تفاعلاً جيدًا، فيمكن أن تستمر عليه.

هذه هي الأشياء التي أنصحك بها من ناحية الأدوية، وأنا سعيد جدًّا أنك الآن تعدِّ لإتمام دراستك الجامعية، وأسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد، وأرجو أن ترفع من همتك ومن عزيمتك، وأنت بالرغم من هذه الصعوبات النفسية التي واجهتك إلَّا أنه بفضلٍ من الله تعالى ثم بُجهدك وحُسن دافعيتك استطعتَ أن تنجز كل هذه الإنجازات الأكاديمية الجيدة.

أيها الفاضل الكريم: لا تنس أن تجعل نمط حياتك نمطًا إيجابيًا دائمًا، تُحسنَ إدارة الوقت، تمارس الرياضة، تتواصل اجتماعيًا، تحرص في العبادات، خاصة الصلاة في وقتها، ولا تترك مجالاً للفراغ؛ لأن الفراغ يستدعي الوسوسة والقلق والتوتر.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً