الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أميز صدق نيتي وإخلاصي حتى لا أقع في الرياء؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أود السؤال عن صدق النوايا، وكيف نفهم نيتنا الحقيقية؟

منذ فترة فتحت حسابا على الفيسبوك ورغبت في نشر منشورات دينية وتوعوية للفتيات في سني بطريقة مبسطة تصل إليهن، لكن حين راجعت نفسي اختلط علي الأمر ما هي نيتي؟

بدأت أشعر أن نيتي جمع التفاعلات فقط، وكي أبدو شخصا عارفا بالدين، وفتاة صالحة رغم أني لست كذلك، فأنا فتاة عادية جدا أحيانا أخطى، وأحيانا أخرى أصيب، أحاول الالتزام رغم أن بعض الفروض تسقط مني، وفروضا أخرى تؤخر، وهذا ما أحاول حله والتغلب عليه، لكن في البداية كل ما أردته هو المساعدة لوجه الله، أي لم أعد أعرف نيتي الحقيقية هل أفسدت عملي بهذا؟

صرت أخاف من أن يكون عملي رياء، حتى معلوماتي على الفيس صرت أتحاشى ذكر أني درست في أكاديمية كذا، وحفظت كذا، خوفا من أن يكون رياء وتفسد نيتي، فهل ما أفعله رياء؟ وإن كان كذلك فكيف أتخلص منه؟ وكيف أميز الرياء من عدمه؟

ثم إني حين أنصح أحدا ما ويثني علي أشعر بنوع من الفرحة، ثم أخاف من أن تتحول نيتي من وجه الله لرغبة في سماع ذاك المديح، فكيف أتخلص من ذلك وأعرف أن عملي خالص لله عز وجل وحده؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ghaim حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، ونتمنَى لك مزيدًا من التوفيق، وحرصك على إخلاص العمل لله تعالى وخوفك من الرياء دليلٌ على حسنٍ في إسلامك، نسأل الله تعالى أن يزيدك هدىً وصلاحًا.

ولكن ينبغي أن تحذري، من أن يثبّطك الشيطان عن فعل الخير ويصدّك عن العمل الصالح تحت وساوس أنك لم تُخلصي في نيتك، ولم تقصدي وجه الله تعالى بعملك، فهذا مدخل من مداخل الشيطان يريد أن يصدّك عمَّا ينفعك عند الله تعالى، وإخلاص النيّة قد يكون أمرًا شاقًّا ولكنّه يسير سهل بإذن الله تعالى إذا قصد الإنسان وجه الله واستعان بالله تعالى.

وحسن النية يعني أن تقصدي بعملك وجه الله، وأن تقصدي تحصيل الثواب من عند الله تعالى، فإذا قصدت هذا فقد حسَّنت نيتك وأصلحت قصدك وأخلصت في ذلك لله. ثم إذا طرأت عليك بعض الطوارئ من حديث النفس أو رغبة في الثناء أو غير ذلك فاطرديها عن نفسك بأن تتذكري بأنه لا أحد ينفع أو يضر على الحقيقة إلَّا الله سبحانه وتعالى، فالناس لن ينفعوكِ، ولن يقدروا على ضرَّك، والجنة والنار بيد الله تعالى، والله وحده هو الذي يقدر على إسعادك أو شقاوتك.

فإذا تذكّرت هذه الحقائق سهل عليك أن تتوجهي بعملك إلى الله تعالى، وأن تطردي عن نفسك ما قد يكون طرأ عليك من حديث النفس هذا.

وأمَّا إذا شعرت بالفرح حين يُثني عليك الناس بالخير ففرحتي لأن الله تعالى وفقك لهذا العمل الصالح ولأنك ترجين من الله تعالى ثوابه؛ فهذا الفرح وهذه الغبطة لا تضرّ ولا تنافي الإخلاص، وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم من عاجل بُشرى المؤمن أن يُثني الناس عليه خيرًا.

فإذًا نصيحتُنا لك أن تستمري فيما بدأتِه من الخير وتعليم الناس الخير وإيصال الخير إليهم ممَّا تُحسنينه أو تُوصلينه إليهم كلام العلماء الثقات، وتجنبي أن تتكلمي فيما مسائل الشرع والدين بما لا تعلمينه.

نسأل الله تعالى لك مزيدًا من التوفيق والصلاح.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً