الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خائف أن تكون قد تسربت أسرار مهنتي وتعبي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي لحضراتكم وأحتاج النصيحة.

أنا أعمل بعمل ما، وقد اجتهدت -ولله الحمد- في هذا العمل حتى أصبحت متفوقاً فيه على أقراني، وأعلم معلومات يجهلها الكثير في مجال عملي، لكنني للأسف أخطأت قبل سنة ونصف عندما كان هناك زميل يكبرني بقليل وقد اكتشفت لاحقاً بأنه لا يرغب في عمله بفائدة الناس وقضاء حوائجهم، وإنما يريد فقط من تفوقه وعلمه وعمله الشهرة والسمعة فيكون في الصدارة من وجهه نظره بأنني بسبب شهرته، رغبت أن أعمل معه في مجالي، ولم أعلم أنه لا يرغب بفائدة الناس، فقط يفكر في نفسه.

طلبت الجلوس معه وتكلمت معه لساعات في الجوانب التي أنا متفوق فيها، وأريد العمل معه فيها، ولكن هو لم يكن يرغب في العمل معي بهذا المجال، وكان تفكيره تجاريًا، ولم يصدقني، على الرغم أنني قلت له الحقيقة، فكنت أتشارك معه أفضل ما عندي من الأفكار، حتى إنه في مبتغاه التجاري فشل، وبعد سنة ونصف وهو من النوع الذي يركز في كل ما يسمع ويحاول أن لا ينساه، استمر بدراسة أفكاري التي أخبرته عنها، ودرب نفسه فيها، وأصبحت له معلومات جيدة ومماثلة لمعلوماتي، وأنا أرى الآن منشوراته على مواقع التواصل، وهي نفسها ومماثلة لما قلته له سابقاً، وأصبح يخبر بعض أصدقائه بهذه المعلومات ويعلمهم بها على أنها أفكاره فضلًا عن أنه ينشر أفكاره بكثرة أحياناً مفرطة على مواقع التواصل.

أيضا اتصل بي وأوحى لي أنه صدقني أخيراً لكن بالتأكيد لن يعمل معي كما ذكرت أنه يفضل نفسه فقط، وأنا الآن حزين وخائف أن أكون ظلمت نفسي وتسربت أسرار المهنة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي العزيز، العلم لا ينتهي ولا يتوقف عند حدود معينة، ومهما كانت أفكارك في العلم قبل سنة ونصف، فمن البديهي أن هذا العلم قد تغير وتطور، كل يوم يستجد جديد في شتى أنواع العلوم، وكان عليك أن تستعين على قضاء حوائجك بالكتمان.

فيما يلي مجموعة من الإرشادات التي ستساعدك بمشيئة الله:
- للتخلص من مشاعر الخوف والقلق اللذان تشعر بهما الآن -من تسرب أسرار مهنتك- اقترح عليك مواجهة ذلك الشخص بالاتصال أو وجهاً لوجه، وإخباره أن ما يقوم بنشره هي أفكارك، والهدف من هذا الإجراء هو "إشعار" منك له أنك تعلم بما يقوم بنشره، عل وعسى أن يتوقف عما يقوم به، لأنك عملياً لا تمتلك إلا هذه الوسيلة، إضافة إلى أن مجرد تعبيرك عن اعتراضك فإن هذا سيريحك نفسياً.

- من الأفضل دائماً أن توثق أفكارك أو مشاريعك في كتاب أو بحث منشور في مجلة أو فيديو مسجل، أو كتابة أفكارك كمخطوطة وحفظها في المكتبة الوطنية لتأخذ رقم تصنيف، لأن وسائل النشر هذه تخضع لقوانين حقوق الملكية الفكرية، وبناء على ذلك يمكنك مقاضاة أي شخص يقوم بسرقة أفكارك أو مشاريعك.

- في العمل اجعل تكوين شبكات العمل جزءاً ثابتاً من حياتك اليومية، وليس علاقات شخصية متقطعة قائمة على شخص، فالعلاقات المتشابكة توجد لك سوق أكبر.

- طوِّر الأدوات والمهارات اللازمة لإثراء علاقاتك وتنميتها مع الأخذ بالاعتبار أن تحتفظ بمعلوماتك المهنية المهمة ضمن حدودك الشخصية.

- اعلم أن الناس يختلفون فيما بينهم في الأذواق والأساليب والأمور المفضلة لديهم، لذا لا تكون "ضحية" لهذا الاختلاف بحيث يستفيد منك الآخر.

- عندما تلتقي أشخاصاً للمرة الأولى، كن مباشراً وصريحاً، واشرح بوضوح من أنت وما تمثله وما تسعى إليه، ولكن هذا لا يعني أن تبوح بأسرار مهنتك.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً