الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي وسواس يجعلني أخشى أذية الناس بالعين، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم.

عمري 17 سنة، أصبت بوسواس العين وأني سأصيب أهلي وأصدقائي بالعين وسيموتون أو يصيبهم شر، أدعو للناس بالخير، لكن على تخوف ووسواس أنه لن يستجاب لي، أعلم أن الأشياء بقدر الله، لكن لا أريد أن أكون سببا في أذية أحد.

أصبحت أخاف من الموت والحوادث والجلوس بمفردي، والوساوس تزداد يوميا، فما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على الثقة في إسلام ويب.

أيها الفاضل الكريم: الحمد لله تعالى أنت مدرك تمامًا لطبيعة الوسواس الذي تعاني منه، وأسأل الله تعالى ألَّا يجعل في قلبك حسدًا أو كراهية لأحد، وعليك أن تُكثر من الاستغفار، وأن تقول دائمًا (ما شاء الله لا قوة إلَّا بالله ولا حول ولا قوة إلا بالله)، وتُحسن الظن، وتُحسن النوايا حيال الآخرين، ودائمًا عليك بأن تبدأ أعمالك بـ (بسم الله)، وحين تنتهي منها تحمد الله تعالى وتقول: (الحمد لله رب العالمين).

الذي تعاني منه بالفعل هو وسواس، وعليك أن تحقّره وأن ترفضه تمامًا، وأن تستبدله بفكر آخر، قل لنفسك: (لا، أنا أريد الخير لأهلي، هذا الوسواس اللعين لن يجعلني أكون سلبيًّا حيال أسرتي أبدًا ...) وهكذا، عليك إذًا بإدخال فكر مخالف له، وفي ذات الوقت تحقير هذه الفكرة تمامًا.

انتظامك بالصلاة في وقتها والأذكار وتلاوة القرآن يوميًا -إن شاء الله تعالى- أيضًا يعطيك ثباتًا وقوة في هذا السياق، ويطرد عنك هذا الفكر السلبي.

الخوف من الموت أمر شائع جدًّا، اسأل الله تعالى أن يُطيل عمرك في عمل الصالحات، والموت حقيقة لا تفاوض حوله ولا مشورة حوله، إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر، فإذًا الخوف المرضي من الموت يجب أن تُحقّره، لكن الخوف الشرعي، الخوف المحمود الذي يُنبّهنا دائمًا لعمل الصالحات وترك السيئات؛ هذا خوف نعتبره إيجابيًّا جدًّا.

أيها الفاضل الكريم: أحسن إدارة وقتك، وأشغل نفسك فيما هو مفيد، هذا يؤدي إلى إزاحة تامة لهذا الفكر الوسواسي. أن تجتهد في دراستك، أن تمارس الرياضة، أن تتفاعل مع أصدقائك، أن تكون لك آمال وطموحات مستقبلية، ... هذا كلُّه يساعدك كثيرًا.

وأريدك أيضًا أن تبدأ في مشروع حفظ شيء من القرآن الكريم، أجزاء، جزء، اثنين، ثلاثة، ويا حبذا لو حفظته كله، هذا يبعث فيك خيرًا كثيرًا ورحمة في قلبك، وأهل القرآن هم أهل الله وخاصته، اصطفاهم الله تعالى لحفظ كتابه، قال الله تعالى: {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا} أي حفظة كتاب الله تعالى اصطفاهم الله تعالى، ومكانتهم عالية، {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات}، ولا شك أنه يرفع كثيرًا من القوة المعرفية عند الإنسان، يُحسّن التركيز، يُحسّن آليات اكتساب المعرفة، حتى في كل العلوم الدنيوية، أعرفُ من الأطباء من حفظ القرآن أولاً ثم أكمل الطب أو تخصص في الطب، وهم الآن من أفضل الأطباء.

أيها الفاضل الكريم: أنت قد تحتاج إلى علاج دوائي، هناك دواء يُسمَّى (فافرين/فلوفكسمين) ممتاز جدًّا لعلاج هذا النوع من الوسواس، لكن قطعًا يجب أن تستشير والديك حول هذا الأمر، لأن عمرك أقل من عشرين عامًا، ونحن لا نفضل حقيقة أن نصف أدوية دون استشارة طبيّة أو بإذن الوالدين لمن هم دون العشرين عامًا، علمًا بأن الدواء سليم وفاعل، الفافرين سيكون مفيدًا، والبروزاك أيضًا، أو الزولفت، كلها أدوية مفيدة وممتازة.

تحدَّث مع والديك، ويمكن أن تذهب إلى أحد الأطباء، ويمكن أن يصف لك أحد هذه الأدوية السليمة والمفيدة. تحتاج للدواء من ثلاثة إلى ستة أشهر، وأنا متأكد أنه سوف يقضي تمامًا على هذا الفكر الوسواسي، ويجب أن تُطبق الإرشادات التي ذكرتها لك.

وللفائدة راجع هذه الروابط: (2181620 - 2250245 - 2353544 - 2419484).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً