الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عندما أكون سعيدة أتذكر أن هذه السعادة زائلة فأحزن!

السؤال

بسم الله.

أنا فتاة أدعى آية، في العديد من المواقف لا أستطيع تقبل السعادة، مثلا مؤخرا كلمت صديقي الذي لم أكلمه منذ سنتان وكان عندما جاء وكلمني أمرا مفاجئا وفي غابة السعادة، قلبي كان سعيدا جدا، لكن جزءا مني رفض تقبل السعادة كونه معتاد على الكآبة فقط.

الأمر في كل شيء مثلا الذهاب إلى الشاطئ للاستمتاع أيضا أقول عندما أفرح: لدي الكثير من المشاكل والمهام الأخرى، فأبقى حزينة طيلة الوقت.

حياتي أصبحت بدون مشاعر سعادة، حتى ولو كنت سعيدة فسأمحيها كونها زائلة.

بصراحة أظن أنها ستؤلمني هذه السعادة إذا تقبلتها، فهي بعد أن تتحول إلى حزن سأحزن أكثر ويكسر قلبي!

ما الحل لتقبل كل لحظة في حياتي وجعل السعادة في منحى والحزن في منحى؟

رجاء، أنا أبكي يوميا لهذا السبب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Ms.aya حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ابنتي العزيزة، أنت ما زلت صغيرة، ولم ترين من الدنيا ما يستدعي حزنك. وللعلم أن الفتيات والفتيان في عمر المراهقة تنتابهم حالات انفعالية متقلبة بين الحزن والسعادة، وضعف الأمل؛ لأن الشخصية ما زالت في طور التكوين، وستمر التغيير في الشخصية إلى أن تثبت صفات الفتى أو الفتاة على نحو معين.

ابنتي العزيزة، الكثير من المواقف تؤلمنا لأننا نحمل الأمر أكثر مما يحتمل، أو أن طريقة تفسيرنا للأمور هي السبب، ولكن لو تعقلنا قليلاً وتريثنا قبل الكلام أو التصرف لكانت الأمور أسهل بكثير، إضافة إلى أن الرضا بما قسمه الله لنا أمر يجعلنا في غاية السعادة.

عزيزتي، فيما يلي مجموعة من الإرشادات العملية التي ستساعدك بمشيئة الله على حل مشكلتك:

- قدري حجم الموقف الذي تعتقدين أنه سبب لك الحزن، واسألي نفسك، هل يستحق مني كل هذا الحزن؟ بمعنى عليك أن تزني المواقف ولا تكون ردود فعلك مبالغ بها.

- فكري بطريقة إيجابية، بعض الأشخاص لا يحاولوا أن يفكروا خارج نطاق "السلبية"، لذا تراهم دائماً يتوقعون الأسوأ ويصبح الشي "الإيجابي" هو الاستثاء وليس الشيء السلبي، وهذا خطأ، بل علينا أن "نعوّد" النفس أن تكون إيجابية من خلال التعامل والتفكير الإيجابي.

- خططي بشكل إيجابي "كيف أعيش اللحظة؟" بمعنى عندما تذهبين في نزهة أو تخرجين مع صديقاتك، قبل الخروج ضعي هدفا: (لن أكون عابسة، سوف استمتع بوقتي). جربي ذلك في كل مرة، وستجدين أن النتيجة إيجابية. وإذا شعرت أنك مكتئبة حتى في البيت، عليك تطبيق خطوة رقم (1).

- اكتبي الصفات الإيجابية والصفات السلبية في شخصيتك، وابدئي بتغيير الصفات السلبية لتصبح إيجابية، والتغيير يتم من خلال الاعتراف الضمني منك أنها فعلاً "صفة سلبية" يجب إزالتها من شخصيتي، والتغيير الذي سيحدث في شخصيتك سيشعرك بالسعادة والثقة.

- تحدثي مع صديقة تثقين بها وأخبريها عن مشاعرك، لأنه يا ابنتي لا يجوز التحدث مع شخص غريب عنك. ولا يحل لك.

- أكثري من ذكر الله، والتزمي بتأدية الصلوات على وقتها، وستشعرين أنك أكثر رضاً واطمئناناً، يقول الله تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ).

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً