الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف نتصرف مع الوالد الذي يكدر علينا حياتنا؟

السؤال

السلام عليكم

أعلم أن للوالدين حقاً عظيماً في الإسلام، وهذه النصيحة متأكدة منها وأعمل بها، وأنا بعيدة عن إلقاء اللوم على أبي دون أن أكون بكامل الشفافية، والله شهيد على كلامي، لكن الأمر بدأ يزعجني، فزواج أبي من أمي كان خطأ لعدة أسباب: فرق العمر الشاسع، البيئتان المختلفتان تماماً، الدين الذي كان مهملاً حينها.

هنا تأتي المشكلة الحقيقية، تصرفات أبي منافية تماماً لحسن العشرة، كما أن لديه مشكلة التعصب لرأيه، لطالما يظهر لنا أنه وحده من يفهم ونحن لا نعرف شيئاً، كلما أردنا نصحه استشهد لنا من القرآن بآية، نقول له: لا تبخل علينا، يقول: لا تبذير، وأنا حريص، غير أننا نواجه مشكلة كل يوم، يقسم بالله كل يوم على الغداء أن أمي لا تتقي الله بطلباتها، وهي لم تطلب سوى أقل من مستوى الغنى الذي يملكه.

أشعر أني أخاف قبل الغداء من المشاكل، وأخاف أن أطلب ملابس لي ولأمي، ولا أنكر أنه كان يعطيني في بعض الأحيان مرة في السنة مالاً يكفيني، إلا أنه غير معترف بوالدتي بتاتاً، غير الكلام البذيء واللعب المبطن بالأعراض، والمواقف تطول.

ننصحه بدفع الزكاة، فيقول: إنه يصرف على أولاده الشباب (الأكل)، وليس دوماً، فهم يدفعون أضعاف ما يدفعه حتى نقدر على قوت يومنا، من الجدير بالذكر أن الوالد غني وليس من الطبقة المتوسطة، أريد أن أذكر أن هذا الشخص يتفنن كيف يجعل كل شيء كئيباً.

أيام الأعياد أسوأ أيام أبي، يكره السعادة، ويعمل على جعلنا كذلك، كما أنه يخرج أسرار البيت لأي شخص في الشارع، مع كل هذا أشعر أني أظلمه فلقد صرف علي حتى كبرت لهذا العمر.

فما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك أختي الكريمة، ونسأل الله أن يتولاك بحفظه، والجواب على ما ذكرت:

مسألة زواج الوالد من الوالدة، وأن هناك فارقاً في السن بينهما لا أظن أن هذه مشكلة، ثم إن هذا أمر قد حصل ولا فائدة من الحديث عنه الآن، والخلافات القائمة من وجهة نظري يمكن أن تحل، فهي ليست كثيرة ولا مستعصية على الحل.

-لقد أحسنت بقيامك بالبر والإحسان للوالد والرفق به، وهذا واجب عليك في كل حال.

- إذا كنتم نصحتم الوالد حول وجوب إخراج الزكاة، فقد أديتم ما عليكم، وإذا كان مقصراً في ذلك فالإثم عليه، وليس عليكم شيء، وأرجو تكرار النصيحة بين فترة وأخرى، وبطريق مباشر وغير مباشر.

- مسألة أن الوالد بخيل لم يظهر لي ذلك من كلامك، وعندما يستدل بالآيات الناهية عن التبذير، فهذا يدل على أنه ينفق عليكم، ولكنه يحذر من التبذير، ولا يلزمه شرعاً في النفقة عليكم إلا بحسب الحاجة، وليس بقدر المال الذي معه، وإذا كان لديكم من النفقة ما يكفيكم، فلا أرى أي داع للتفكير بأن الوالد أصبح شحيحاً، فلعله يريد أن يعودكم تحمل المسؤولية معه، ثم إن المال الذي سيبقى هو لكم في النهاية، ترثونه من الوالد.

-إذا افترضنا أن الوالد شحيح في النفقة، فيمكن تدارك الأمر بالحوار الهادئ مع الوالد حول النفقة، وكل مشكلة ولها حل.

- مسألة حصول المشاكل من قبل الوالد، وخاصة أيام العيد: إن كان هذا بسبب التقصير عن النفقة التي تظنينها، فهذا قد تم الجواب عنه، وأما إذا كان هناك أسباب أخرى، فالذي أرجوه منكم الإكثار من الدعاء للوالد بأن يصلح الله حاله، وأن تبتعدوا عن السبب المهيج للمشاكل.

- بخصوص إخراج الوالد لخصوصية البيت: فلعل هذه عادة اعتاد عليها بسبب الجهل، أو أنه لا يرى أن ما يتكلم عنه أنه سر، وأنه شيء عادي لا غضاضة فيه، والذي أنصحك به أن تحاولوا نصيحة الوالد بأي وسيلة ممكنة.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً