الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل ما أعاني منه قولون عصبي أم مرض آخر؟

السؤال

أصاب بارتفاع مفاجئ في الضغط يصل إلى ١٧٠/٨٠، ويستمر حوالي 10 دقائق، مع ضربات قلب، وضيق تنفس، وارتعاش في الجسم، ولاحظت تشنجا في عضلة السمانة في الرجلين.

كشفت مخ وأعصاب وأذن وحنجرة وقلب، عملت إيكو قلب، ورسم قلب مجهود، ورسم قلب عادي، وتحاليل غدة درقية، صورة دم وكولستيرول، جرثومة معدة، كل الفحوصات والكشوفات سليمة، ولما كشفت باطني الدكتور شخص مرضي بقولون عصبي، وكتب لي كوليفيرين، وهذا هو العلاج الوحيد الذي ارتحت عليه، وأي علاج آخر غيره يدخل المعدة تحصل لي الحالة هذه، فهل ما أعانيه فعلا قولون عصبي؟ وإلى أي تخصص أتوجه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

تسارع نبض القلب، وضيق التنفس، والرعشة، وارتفاع ضغط الدم مع سلامة التحاليل والفحوصات الطبية قد يشير إلى نوبات هلع أو ما يعرف بـ panic disorder، وهذا أحد الأمراض النفسية البسيطة التي يضطرب فيها مستوى هرمون سيروتونين serotonin في الدماغ وهو هرمون موصل عصبي مهم جدا ومسؤول عن حالة السعادة التي يمر بها الإنسان، واضطراب هذا الهرمون يؤدي إلى الكثير من الأمراض النفسية مثل التوتر، والقلق، والهلع، والخوف، والمرض، والاكتئاب.

لا يؤدي القولون إلى تسارع نبض القلب أو الرجفة أو ضيق التنفس، ولكن يكون مصحوبا غالبا بالشعور بامتلاء البطن، والغازات، والانتفاخ، وعسر الهضم، ولا مانع من الاستمرار في تناول حبوب كوليفيرين كما وصفها لك الطبيب عند وجود أعراض القولون.

ومن أعراض ذلك المرض ضيق التنفس، والخوف، والتعرق، والغثيان، وتسارع نبض القلب، واحمرار الوجه، وعند قياس ضغط الدم نجده مرتفعا قليلا ولكن يعود إلى وضعه الطبيعي بعد انتهاء نوبة الهلع، ولا مانع من زيارة طبيب نفسي لفهم ومعرفة التشخيص وكيفية التعامل وعلاج تلك الأعراض، ويسمى ذلك بالعلاج المعرفي والسلوكي.

ويمكن علاج مرض الهلع من خلال تناول حبوب cipralex 10 mg التي تساعد في ضبط مستوى هرمون سيروتونين في الدم، وتحسن الحالة النفسية والمزاجية، حيث نبدأ بجرعة 10 مج لمدة شهر، ثم جرعة 20 مج لمدة 10 أشهر، ثم جرعة 10 مج مرة أخرى لمدة شهر، ثم تتوقف عن العلاج.

وهناك بديل جيد وهو كبسولات بروزاك prozac التي تؤدي نفس الغرض وأقل في الثمن يمكنك تناول جرعة 20 مجم لمدة شهر، ثم 40 مجم لمدة 10 أشهر، ثم العودة لجرعة 20 مج لمدة شهر، ثم التوقف عن تناول تلك الأدوية.

مع الأهمية الكبرى لضبط مستوى فيتامين D من خلال أخذ حقنة فيتامين D جرعة 600000 وحدة دولية ثم تناول كبسولات فيتامين D الأسبوعية جرعة 50000 وحدة دولية كبسولة واحدة أسبوعيا لمدة 12 أسبوع، ولا مانع من أخذ حقن فيتامين المغذية للأعصاب والمقوية للدم B12 في العضل كل 15 يوم واحدة جرعة 1 مج عدد 6 حقن، مع ضرورة تناول مجموعة من الفيتامينات مثل رويال جلي.

مع ضرورة ممارسة رياضة المشي، والمصالحة مع النفس، وتغذية الروح كما نغذي الجسد من خلال الصلاة على وقتها، وقراءة ورد من القرآن، والدعاء، والذكر، كل ذلك يحسن الحالة المزاجية ويصلح النفس مع البدن ويخفف من الشعور بالخفقان والرعشة.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً