الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتصرف حيال خوف صديقتي وقنوطها من رحمة الله؟

السؤال

السلام عليكم.

أخبرتني صديقتي بأنها تكلمت مع شاب مرتين في أمور محرمة، بعدها صلت بنية التوبة، وقرأت القرآن، وابتعدت عن الشاب، مشكلتها أنها خائفة من أن الله لن يقبل توبتها، أو أن يحاول الشاب أذيتها، فبماذا تنصحون؟ لأنها الآن تعاني من الاكتئاب الحاد، وتذهب لطبيب نفسي، وتتناول الأدوية، وتفكر بالانتحار كأن تقطع شريانها، وهي تعيش معي بنفس البيت، فهي جارتي وصديقتي، وعمرها 19 سنة.

أرجو الرد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Fadwa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:


مرحبا بك في موقعنا، ونحيي فيك شعورك الفياض نحو صديقتك، وحرصك على صلاح حالها، والجواب على ما ذكرت:

بما أن صديقتك قد شعرت بخطئها، وندمت على ما فعلت، وتابت إلى الله تعالى، ولم تعد إلى تلك المعصية، فإن الله يقبل منها توبتها، فإنه سبحانه يغفر ويعفو لكل من جاء إليه تائبا منيبا، ولا داعي للشعور بأن الله لن يقبل توبتها، لأن هذا من اليأس من رحمة الله، ومن مداخل الشيطان على النفس حتى يقنطها من رحمة الله، فالواجب عليها أن لا تلتفت لهذا الشعور، وتعلم يقينا أن الله غفور رحيم وأنه قد امهلها وسترها في حال المعصية، ووفقها بعد ذلك للتوبة، فكيف لا يقبلها منها بعد توبتها؟!

وينبغي على صديقتك أن تأخذ بوصية الطبيب النفسي، ومما انصحها به أن تقوي إيمانها بالله بالمحافظة على الطاعات، وتكثر من ذكر الله، وتدعو الله أن يصلح شأنها، وأن تقرأ أو تسمع للرقية الشرعية، فهناك احتمال أن الاكتئاب سببه تسلط الشياطين أو مرض العين والحسد.

وأخيراً أرجو منك أن تذكري صديقتك بأن التفكير في الانتحار، أمر محرم شرعا، وكبيرة من كبائر الذنوب، لأن التخلص من النفس ليس من أخلاق من تؤمن بقضاء الله وقدره، لأنه خسارة الدنيا والآخرة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنّم خالدا مخلدا فِيهَا أَبَدًا وَمَنْ شَرِبَ سَمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا وَمَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ يَتَرَدَّى فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا» متفق عليه.

كان الله في عونها.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً