الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من ضيق التنفس وحالتي تشتد بالليل.. هل حالتي نفسية؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أولا: أود شكر منشئ هذا الموقع، وكل العاملين فيه.

قبل ثلاثة أيام عشت ليلة رعب، كنت جالسة أشاهد فيلما عاديا، فجأة أحسست بضيق في صدري، وارتفاع معدل ضربات قلبي، وبحرارة في جسمي، رحت النافذة لأشم الهواء، لكن الأعراض لم تخفت، ثم خفت ورحت عند جدتي، قالت لي اشربي ماءً، وأخذت تطمئنني، ثم بدأ الشعور يخف، وصرت أحس بالارتجاف قليلا، وما أهتممت بالموضوع، واتصلت بصديقتي، وظللنا نتكلم قليلا، وكملت أشاهد الفيلم بشكل طبيعي، بعدها رجعت الأعراض أقوى من قبل، وأحسست أن الموت جاء، وأصبت بهرع وقمت أتوضأ وأصلي، وكنت أذهب إلى الحمام كثيرا، وأشرب ماء وأقرأ القرآن، ولما كنت أقرأه أحسست بخدر في كل أنحاء جسمي وفمي وتنميل برجلي، وأحسست أن جسمي ثقيل، قلبي لم يتوقف، والضيق ظل وما قدرت أنام إلا عندما طلعت الشمس، بعدما نمت ثلاث ساعات استيقظت بشكل عادي، ولما بدأت أفكر في الذي جرى البارحة، رجعت الأعراض، صرت لا أقدر أن أنام بالليل، أحس بالضيق وتسارع النبضات، والحين أصبت بوخز في قلبي، فكنت أقوم الليل، ولا أقدر أن أنام أكثر من ثلاث ساعات في النهار، ولما أصحو إما أرتجف من البرد، وإما أصحو على كابوس، صرت أخاف أن أنام، أحس بدوار، وما عدت أحس أني نفسي، وأحس أني غريبة بالعالم، وما عدت أنتمي إليه.

البارحة رحت لطبيب الصدر عمل لي scanner، وما طلع عندي أي شيء، حقيقة أنا أرى أن عاداتي الصحية سيئة نوعا ما، خاصة أني كثيرا ما أنام بالنهار، وكان عندي أنيميا من قبل ولم أخرج من البيت منذ ثلاثة أشهر.

هل السبب نفسي أم جسدي، أم هو عين وسحر؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما تعانين منه هو نوبات هلع مع قلق وتوتر، وهو اضطراب نفسي معروف منشأه نفسي، وليس عضويا يا أختي الكريمة، وإن كنت تحسين بأعراض بدنية وجسدية، فهذه هي الأعراض البدنية للقلق والتوتر، ولذلك طبعاً الفحوصات كلها تكون طبيعية؛ لأن ما تعانين منه هو منشأه نفسي، وليس جسديا.

أنت الآن موجودة في المنزل لمدة ثلاثة أشهر، وفي هذه الأيام مع جائحة الكورونا انتشرت أعراض القلق والتوتر، فهذه حالة نفسية مائة في المائة، وأعراض قلق وتوتر يا أختي الكريمة، وعلاجه بالاسترخاء مثلاً، وممارسة الرياضة حتى وإن كان في داخل المنزل، ممارسة تمارين رياضية بانتظام لمدة نصف ساعة يومياً، مع ممارسة الاسترخاء عن طريق التنفس، وأخذ نفس عميق لمدة 5 مرات متتالية، تأخذين نفسا وتخرجينه 5 مرات، ثم تكررين هذا عدة مرات في اليوم، أو الاسترخاء عن طريق شد العضلات، تشدين مجموعة من العضلات بقوة ثم ترخيها، وبالتالي أيضاً يحصل استرخاء نفسي، مع الاسترخاء البدني.

تغيير العادات الصحية التي ذكرتيها أنها سيئة مهم، وهي نوم الليل، هذا مهم جداً للراحة النفسية، ونوم النهار لا يغني عن نوم الليل، فحاولي أن لا تنامي بالنهار، وأنت الآن في المنزل حتى تستطيعين النوم فترة كافية بالليل، أيضاً تناول غذاء متوازن وبالذات الخضروات والفواكه، وأنت عانيت من أنيميا من قبل، فالخضروات تساعد في علاج الأنيميا بالذات الخضروات الغنية بمادة الحديد يا أختي الكريمة..

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً