الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما سبب شعوري بعدم الثبات وأني عائم؟

السؤال

السلام عليكم.

لدي مشكلة منذ شهرين وهي شعور بأن جسمي يعوم، تزداد عند إغماض العين وعند الدخول إلى مكان مظلم، أشعر بأني أترنح يمينا ويسارا، وخصوصا الجهة اليمنى، عندما أغمض عيني أفقد توازني، وأشعر كأني عائم، وعند الاستلقاء والنوم، أتعبتني جدا.

أيضا أعاني من احتكاك في الفقرة 5 و6 في الرقبة، ويأتيني شد في رأسي وضغط شديد عند إنزال الرأس للأسفل، وأشعر في نبضات أو حركة تشبه الرفرفة في جسمي وقدمي.

أرجو من الله ثم منكم مساعدتي وعدم تجاهل شكوتي، أقسم بالله كرهت الحياة بسبب هذه الأعراض، ويأست منها رغم سلامة الفحوصات.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.

الظاهرة التي وصفتها معروفة، وهي تحدث لبعض الناس، خاصة عند الاستلقاء للنوم، وهي فعلاً مزعجة جدًّا، لكن أؤكد لك أنها ليست خطيرة.

وتُشخَّص هذه الحالات بأنها نوع من الهلاوس الكاذبة، هي مشاعر يشعر بها الإنسان لكن في حقيقتها ليس لها منشأ عضوي، ونلاحظ أن هذه الظواهر تكثر عند الأشخاص القلقين أو الذين يُعانون من الإجهاد النفسي أو الإجهاد الجسدي.

وأنت ذكرت حقيقة أعراضا أخرى: شعورك بالنبضات أو الحركة التي تتبعها رفرفة في جسمك وقدميك، هذا دليل قطعًا على وجود القلق، وعليه أرجو أولاً أن تتجنب السهر، هذا مهمٌّ جدًّا، وأن تتجنب الأكل الليلي الدسم أو الأكل المتأخر، لأن هذه الظواهر مرتبطة بما ذكرته لك، وفي ذات الوقت تجنّب أيضًا النوم النهاري، يعني: الجأ إلى النوم الليلي المبكّر، ودائمًا قبل النوم حاول أن تكون في حالة مزاجية طيبة، واحرص على أذكار النوم، ومارس الرياضة، ومارس التمارين الاسترخائية، وعبّر عن نفسك، لا تحتقن، أحسن إدارة وقتك، رفّه عن نفسك بما هو طيب وجميل، هذه كلها أشياء تُساعد على اختفاء هذه الظواهر.

ولماذا – أيها الابن الفاضل – تقول أنك كرهت الحياة؟ الحياة طيبة، والحياة هي هبة الله تعالى لنا، وأنت في بدايات سِنّ الشباب، وإن شاء الله تعالى أمامك أيام طيبة، فلا تفكّر بهذه الكيفية المتشائمة، لا، الله لطيف بعباده، ويجب حقيقة أن تستمتع بحياتك، وأن تُغيّر من مشاعرك السلبية هذه.

أنا أنصحك أيضًا بتناول أحد المضادات البسيطة جدًّا، الدواء يُسمَّى (دوجماتيل) هذه اسمه التجاري، واسمه العلمي (سلبرايد)، تحتاج أن تتناوله بجرعة كبسولة واحدة ليلاً لمدة شهرٍ، الدواء ليس إدمانيا، وليس له آثار جانبية مُخيفة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً