الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخوف من الموت ويوم القيامة هل هو مرض نفسي؟

السؤال

السلام عليكم.

عندما أقرأ القرآن أو أستمع إلى المحاضرات أخاف وأشعر بأن يوم القيامة قد صار، ولا أحب الحديث عن الموت ويوم البعث والقيامة، وأتخيل النار والعذاب، وأنني في وسطها، وأحيانا أشعر بخفقان في قلبي، وضيقًا في التنفس، وأحس أنني سوف أموت وأذهب إلى عذاب القبر وإلى النار.

وقد زاد خوفي منذ أن سمعت بأن الكورونا ليست مرضا، وإنما غاز كيميائي أطلق في الهواء ليقتل 70% من البشر، وأن الذي يعاني من اضطرابات نفسية تصيبه الكورونا؛ لأن مناعته ضعيفة، أصبحت أعاني أحيانًا عندما أكون في العمل، حتى أن قلبي يخفق فجأة، ويضيق نفسي، وأحس أن ساعة الموت جاءت، فأبقى لبضعة دقائق وتختفي، ثم تعود هذه الحالة مرة أو مرتين كل أسبوع، وأفكر في الموت تقريبا طول اليوم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عثمان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

أخي: الأعراض التي لديك نسميها بقلق المخاوف، ولديك أيضاً شيئا من الوسوسة خاصة حول البعث ويوم القيامة والنار والعذاب، ولديك أعراض فسيولوجية كثيرة مثل: تسارع ضربات القلب، وضيق التنفس، والشعور بدنو المنية يظهر أنه تنتابك نوبات نسميها بنوبات الفزع والهرع، أو الهلع، وهي نوع من القلق النفسي الحاد، الذي ينخفض بعد فترة قليلة لكن تبقى الوسوسة والمخاوف والقلق والتوترات.

أيها الفاضل الكريم: يجب أن تكون قناعتك مطلقة أن الأعمار بيد الله تعالى، وأن كل نفس ذائقة الموت ولا شك في ذلك، والإنسان لا يعرف عمره أبداً، والإنسان إذا خاف خوفاً محموداً من الموت أو خوفاً شرعياً فهذا أمر جيد من وجهة نظري، وأقصد بذلك أن الإنسان يحرص أن لا يأتيه الموت وهو في غفلة، خاصة فيما يتعلق بعمله، بعض الناس تجدهم منغمسين في المحرمات، ويتكلمون عن الخوف من الموت فهذا شيء غريب؛ لأن الإنسان الذي يخاف من الموت يجب أن يبتعد تماماً من عمل المنكرات، ويعمل الصالحات، وهذا نسميه بالخوف المحمود أو الخوف الشرعي، أما الخوف المرضي، فهو خوف لا أساس له، وأعتقد أن هذا هو الذي تعاني منه، فحقر هذه الفكرة تماماً، واعلم أنه لن يصيبك إلا ما كتب الله لك، ولا كورونا ولا غيره سوف تكون سبباً في موت إنسان إذا لم يأتِ أجله، فابن قناعتك على هذا الأساس،

وأنا أود أن أذكرك بأهمية أذكار الصباح والمساء، يجب أن تحفظها، يجب أن تتفهمها، يجب أن تدركها إدراكاً نفسياً عميقاً، ويجب أن ترددها صباحاً ومساءً؛ ففيها الكثير من الرسائل العظيمة التي تجعلك تحس أنك بالفعل في حفظ الله ورعايته، وطبعاً الشخص الذي يحرص على هذه الأذكار لا بد أن يكون مصلياً، لا بد أن يكون قارئاً للقرآن، لا بد أن يحرص على عمل الصالحات، مثل بر الوالدين على وجه الخصوص هذه كلها أشياء أنا أنصحك بها وأنصح نفسي، وهي جزء أساسي من علاجك، بقية بعد ذلك أن تشغل نفسك بما هو ضروري، أنا متأكد أن عملك قد يكون لساعات طويلة كسائق، وحاول أن تستمتع بعملك هذا أمر ممتاز، وعليك إن وجدت أي فرصة أيضاً أن تمارس رياضة، كرياضة المشي أو رياضة الجري؛ هذه فيها فائدة كبيرة جداً بالنسبة لك، وحقر فكرة الخوف هذه.

وأنا سأصف لك دواء ممتازاً فعالاً لقلق المخاوف الوسواسي، الدواء يسمى سيبرالكس هذا هو اسمه التجاري، واسمه العلمي استالبرام، أريدك أن تبدأ في تناوله بجرعة 5 مليجرام أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على 10 مليجرام، استمر عليها لمدة 10 أيام ثم اجعل الجرعة 10 مليجرام يومياً لمدة أسبوعين ثم اجعلها 20 مليجرام يومياً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى 10 مليجرام يومياً لمدة شهرين، ثم 5 مليجرام يومياً لمدة أسبوعين، ثم 5 مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناول الدواء، هذا من أفضل الأدوية التي تعالج قلق المخاوف الوسواسي، وهو سليم وغير إدماني.

أسأل الله تعالى أن ينفعك به، ولا بد أن تطبق الإرشادات التي ذكرتها لك بجانب الانتظام على تناول الدواء..

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.. وبالله التوفيق والسداد

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً