الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد دواء يخلصني من الرهاب، فبماذا تنصحونني؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب، عمري 20 سنة، وأعاني من الرهاب الاجتماعي منذ أكثر من 4 سنوات، ولكن قبل شهرين ومع الحظر الذي كان مفروضا علينا ازدادت حالتي للأسوأ فأصبحت أخاف الذهاب حتى إلى زيارة أقربائي، وأصبحت أتجنب كثيرا الاجتماع مع الناس، ومن أكثر الأعراض التي تضايقني أن يدي ترتجف بشدة عندما أمسك شيئا أمام الناس، ففي إحدى المرات أعطتني قريبتي كوبا من القهوة وانسكب أكثر من نصفه من شدة الرجفة، وأيضا وجهي يصبح شاحبا، ولا أستطيع الابتسام أمام الناس، وغيرها من الأعراض، ولكن هذه فقط التي تضايقني.

قررت أن أتناول دواء زولفت بعد أن قرأت استشارة أحد الزوار في موقعكم، والآن صار لي شهر ونصف على تناول الدواء بمعيار حبة واحدة في اليوم في أول شهر، وحبتين في بداية الشهر الثاني، ولكنني لا أشعر بتحسن كبير في حالتي -يوجد تحسن ولكنه قليل جدا-، وقد قرأت عن دواء اندرال أنه يساعد على علاج المشكلة بالتزامن مع دواء زولفت، فهل تنصحوني بتناوله؟ مع العلم أنني مصاب بالسكري من النوع الأول.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

علاج الرهاب الاجتماعي يكون علاجا دوائيا وعلاجا سلوكيا معرفيا أو علاجا سلوكيا معرفيا والأفضل الجمع بين الأثنين، وأنا أتفق معك في أنه الآن مع الحظر في جائحة الكورونا ازادادت الاضطرابات النفسية بشكل واضح، وبالذات الأشخاص الذين عندهم تاريخ مرضي لهذه الاضطرابات.

دواء الزوالفت نعم فعال في علاج الرهاب الاجتماعي، ولكن يفضل دائماً أن يكون معه علاج سلوكي معرفي يا أخي الكريم، وإذا لم تستفد من الزوالفت بعد مرور شهر ونصف إلى شهرين فالأفضل إلى أن تغيره إلى دواء آخر مثلاً مثل الزيروكسات، ابدأ بجرعة 20 مليجرام لمدة شهر ونص، وإذا حصل تحسن واصل على الجرعة وإذا لم يحصل فزد الجرعة إلى 30 أو 40 مليجرام، وكما ذكرت إذا استعملت الزوالفت أو استعملت الزيروكسات، فيستحسن أن يكون معهما علاج سلوكي معرفي، أو يستحسن أن تمتد فترة استعمال الدواء إلى 6 شهور، وبعد ذلك يوقف بالتدرج.

أما عن سؤالك عن الاندرال: يا أخي الكريم نعم الاندرال فعال في الرعشة التي تصاحب المواقف في الرهاب الاجتماعي، ولكن بما أنك تعاني من داء السكري فهناك بعض المحاذير، أولاً: قد يؤثر استعمال الاندرال على جرعة الانسولين أو الأدوية التي تستعملها للسكر، وثانياً: استعمال الاندرال قد يخفي بعض أعراض انخفاض السكر في الدم إذا حصل، لأنه يقلل من زيادة ضربات القلب والرعشة التي تحصل عند انخفاض سكر الدم وهذه علامة مهمة لكي يتفادى مريض السكر هذه الحالة من انخفاض السكر ويتناول بعده حلويات أو سكريات بسرعة.

فإذاً لكي أكون أكثر دقة لا تعارض شديدًا من استعمال الاندرال مع مريض السكري، ولكن يجب أن يكون هذا بحذر يا أخي الكريم، وكما ذكرت إذا أخذت أو إذا تعاونت مع معالج نفسي لعلاج سلوكي معرفي مع الزوالفت أو الزيروكسات كما اقترحت أنا فهذا يكون أفضل من الاندرال..

وللفائدة راجع هذه الروابط: (2407088 - 2286299 - 2416172 - 2230509 - 2359821).

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً