السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعتذر أولا على لغتي العربية السيئة، أنا شاب، أبلغ من العمر 21 سنة، من المغرب، قصتي بدأت مع الوسواس والقلق النفسي والاكتئاب، حيث دام معي أكثر من 3 سنوات -والحمد لله- تغلبت عليه بالرياضة وقراءة القرآن الكريم، والانشغال بأمور الدراسة دون أدوية.

في الآونة الأخيرة قال لي صديق أن الأشخاص الذي كان لديهم قلق نفسي حاد في شبابهم يتعرضون للوفاة المبكرة، هذا الكلام أثر في نفسيتي بشكل كبير، وبدأ قلبي ينبض بشكل سريع وخفت أن أصاب بأزمة قلبية، ذهبت عند طبيب القلب، وعمل لي تخطيطا للقلب، قال لي: أن قلبك ينبض بشكل قوي وسريع، يجب عليك أن تهدئ أعصابك، لكن تخطيط القلب بشكل عام سليم، فأعطاني دواء ضد القلق والاكتئاب.

سؤالي هو: هل القلق النفسي يؤدي إلى الوفاة المبكرة كما قال لي صديقي؟

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

القلق نوعان: قلق كمرض نفسي والشخصية القلقة، يكون القلق دائمًا مصاحبها والشخص يقلق من أشياء كثيرة في حياته.

على أي حال: سواء كان القلق كمرض أو كانت الشخصية القلقة: هذا ليس له أي علاقة بالوفاة المبكرة أيها الأخ الكريم، وهناك دراسات طبعًا عملت بواسطة الهيئة الصحة العالمية، وبخصوص الاضطرابات النفسية التي تؤدي إلى الوفاة المبكرة، والقلق ليس من بينها على الإطلاق أخي الكريم.

فهذا الصديق للأسف نقل إليك معلومة خاطئة؛ ممَّا أدَّى إلى زيادة قلقك، اطمئن القلق ليس له علاقة بالوفاة المبكرة نهائيًا – كما ذكرت – هناك أمراض أخرى قد يكون لها علاقة ما وليست مؤكدة بالوفاة المبكرة، ولكن ليس القلق من ضمن هذه الأمراض، وهذه الأمراض عادة ارتباطها بالوفاة المبكرة أن المريض الذي يُصاب بها يهمل صحته.

ولا يهتمّ بها، عكس الشخص الذي يُصاب بالقلق يكون مهتمًّا دائمًا بصحته، وقد يكون اهتمامًا زائدًا بأنه يذهب إلى الأطباء ويفحص دائمًا، فهذا طبعًا عكس الأمراض النفسية التي تؤدي إلى إهمال الصحة العامة وبذلك تكون لها ارتباط بالوفاة المبكرة.

فلتطمئنَّ – أخي الكريم – كما ذكرتُ لك: القلق ليس له أي علاقة بالوفاة المبكرة.

وفقك الله وسدد خطاك.